يا نفس يا نفس؟ خبريني، هل رايت لبيباً يحرص على الدنيا ويغنم لفواتها؟
ام هل رايت حكيماً ينغمس في لذاتها؟ وانى ذلك وقد وثق من انها فانية وان اوزارها هي الباقية!
يا نفس فكيف تنام عين من يخشى البيات او تسكن نفس من يتوقع الممات؟
يا نفس توبي قبل ان
لا تستطيعي ان تتوبي
واستغفري لذنوبك الرحمان غفار الذنوب.
ان الحوادث كالرياح
عليك دائمة الهبوب
والموت شرع واحد
والخلق مختلفو الضروب
والسعي في طلب التقى
من خير مكسبة الكسوب
يا نفس يا نفس، اراك تفرحين كل يوم بزيادة جاهك ومالك؟ لكنك لا تحزنين لما ينقص من عمرك وصالح اعمالك! فما الخير في مال ليس لك يزيد وعمر هو راسمالك ينقص؟ مالي اراك تحزنين على ضياع بعض الاموال ولا تحزنين اذا احبطت عنك صالحات الاعمال؟
يا نفس ان كنت من الاعتبار وجميل النظر في الاثار فاصغي لما روي في الاخبار من ان رجلا جاء الى الامام السجاد (عليه السلام) يشكو اليه نقصا في الدرهم والدينار فقال الامام (عليه السلام):
مسكين ابن ادم، له في كل يوم ثلاث مصائب لا يعتبر بواحدة منهن، ولو اعتبر لهانت عليه المصائب وامر الدنيا.
فاما المصيبة الاولى؟ فاليوم الذي ينقص من عمره لا يرد؛ لكنه ان ناله نقصان في ماله اغتنم به والدرهم يخلف عنه والدرهم لا يرده شيء.
والثانية: ان يستوفي رزقه فإن كان حلالاً حوسب عليه وان كان حراماً عوقب عليه.
والثالثة أعظم... وهي: ما من يوم يمر عليه الا وقد دنى به الى الآخرة مرحلة لا يدري على الجنة ام على النار.
فاستعيذي بالله الواحد القهار من النار ومن الغفلة وقلة الاعتبار.