يا نفس يا نفس، أراك تعنفين ابنك اذا شغله اللهو واللعب عن الدرس والامتحان؛ واراك تلوميه اذا لم يستعد له وتحذريه من السقوط والخسران، وتشفقين على حاله اذا اهمل اسباب النجاح؛ فلماذا لا تشفقين عليّ وانت تحرميني من ان أكون كمن اهل الصلاح والفلاح؟
يا نفس قد أزف الرحيل
وأظلك الخطب الجليل
فتأهبي يا نفس لا
يغويك ذا الامل الطويل
فلتنزلنّ بمنزل ٍ
ينسى الخليل به الخليل
وليركبن عليك فيه
من الثرى ثقل ثقيل
لا تعمر ُ الدنيا فليس
الى البقاء بها سبيل
كل يفارق دوحة
وبصدره منها غليل
يا نفس يا نفس؛ حذار لا تكوني كم خيره يسير وشره مستطير كثير، لا تزيده الموعظة الا خساراً ولا تفيده الوصية الا على المعصية اصراراً.
لا تكوني كهذا؛ فان من كانت هذه سيرته وصفته فقد باء بسخط الخالق ومقت الخلائق وهذا هو الخسران المبين؛ فلا تكوني على حال من لا تحبين.
يا نفس يا نفس، قد علمت ان الاموات يتمنون الرجعة الى هذه الدار، طالبين التكفير عن الاوزار والعمل بالصالحات لدار القرار، ولو امكنهم لأشتروا ساعة من عمرك بأغلى ما تتمنين من الدنيا في كل دهرك، فأعرفي قدرك واعتبري بحالهم قبل ان تلحقي بهم فلا تغنيك الاماني يومئذ:
ايا نفس لا تنسي كتابك واذكري
لك الويل إن اعطيته بشمالك
أيا نفس ان اليوم يوم تفرغ ٍ
فدونكه من قبل يوم اشتغالك
ومسؤولة يا نفس انت فيسري
جواباً ليوم الحشر قبل سؤالك