يا نفس يا نفس، إن من سبقك للآخرة والعمل لها هم الانبياء والمرسلون والاوصياء والصديقون والاولياء والصالحون والاخيار والابرار والمتقون.
وان من سبقك الى الدنيا والعمل لها وهم السفهاء والجاهلون والاراذل والهالكون والبخلاء والمشركون؛ فمع اي الفريقين تحبين ان يكون سباقك ومن تحبين أن يكون رفاقك؟
يا نفس إن الحق ديني
فثقي بربك وإستعيني
يا نفس توبي من مؤاخاة
الاخ البطن البطين
وتعلقي بمعالق المحذوب
للنور المبين
يا نفس يا نفس، إن اعرضت عن ان تكوني من زمرة المقربين في حضرة رب العالمين واخترت مرافقة الذين هم على حطام الدنيا وجيفتها متكالبين؛ فقد خسرت الدنيا والدين إذ الدنيا لا ترحم من استعبدته، ومن لم يملكها بالتحرر من ما ملكته: ومن لم ينفقها فيما اراده الله من الخير حرمته:
يا نفس أنت شحيحة
والشح من ضعف اليقين
والى متى أنا ممسك
بخلاً بما ملكت يميني
فالى متى أنا غافل
يا نفس ويحك خبريني
فتفكري في الموت أحياناً
لعلك ان تليني
يا نفس يا نفس؛ أن اهل الآخرة رحماء بينهم فقلوبهم مليئة بالمودة والسكينة، وان اهل الدنيا يتخاصمون بينهم فقلوبهم مليئة بالحسد والضغينة، فكونوا من المتراحمين وفارقي المتباغضين. أما سمعت قوله عز من قائل: «وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا».