يا نفس يا نفس، أنت نفسي وأنا لك محب، لا ارجو لك الا الصلاح والفلاح، فإقبلي مني عتاب الودود الشفيق والناصح الرفيق، ولا تجعلي للشيطان والهوى سبيلاً اليك، فهما والله عدواك اللدودين يريدان ان يسلباك ديناك والدين، تأبط كل منهما شراً فلا يبغيان لك خيراً فأستعيذي يا حبيبتي منهما بربك الكريم فهو الغفور الرحيم وبحبائلهما عليهم وعلى دفع شرورها قادر قدير.
يا نفس يا نفس، لا شك انك تصدقين بيوم الحساب والوقوف بين يدي رب الارباب، ولكن لدي -يا عزيزتي - عتاب: اذا أراك تصدقين بكل ذلك باللسان وتكذبين بالجوارح والاعمال، والا كيف تتجرأين على العصيان وتتكاسلين عن طاعة الرحمان؟
الا يا نفس لا تعصي
وقد صدقت بالنص
الا يا نفس ما عذري
إذا هم غيبوا شخصي
الا يا نفس هل عزم
لأسعى سعي مختص
وأجهد في رضى ربي
وأستبري وأستقضي
وأخشى فتنة الدنيا
كما أخشى من اللص
وأنسى منزلاً رحباً
حذار قصاص مقتص
عدوي أنت يا نفسي
فكم سعي وكم حرص
ذنوبي في زيادات
وعمري لجّ في نقص
أنا في غمرتي ساه
وأعمالي لها مُحصي
يا نفس يا نفس، فديتك لا تكوني لي عدواً يجرني بالذنوب الى الفضيحة والخزي والسقوط في أسفل سافلين، بل كوني - فديتك- عوناً يرافقني بالانقياد الى الطاعات في سفر العروج الى عليين.