يا نفس يا نفس، مالي اراك قد اعرضت عن العمل للآخرة والاستعداد ليوم الحساب إعراض من أمن من العتاب والعقاب والعذاب؟
يا نفس مالي اراك قد أنشغلت بالعمل لدنياك إنشغال من لا يؤمن بيوم الفصل والحشر ولا يعتقد بالقيامة والبعث والنشر؟
أتظنين انك إذا مت تركت؟ واذا حشرت رُددت؟
هيهات هيهات إن كل ما توعدون لآت ولات حين مناص:
ولو أنا إذا متنا تُركنا
لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بُعثنا
ونسئل بعده عن كل شيء
يا نفس يا نفس، ترى ماذا كنت تفعلين لو لن طبيباً يهودياً او حكيماً نصرانياً أخبرك في أن الذي اطعمتك داء ليس له دواء؟ لو كان ذلك لصبرت عن اكل الطعام اللذيذ وتجلت حذراً مما تحتملين فيه، ويحك فهل أن قول القرآن المبين ومواعظ الانبياء والاوصياء والمرسلين أقل تأثيراً فيك من قول يهودي يخبر عن تخمين او نصراني ينبيء عن غير يقين؟
يا نفس وأعجب من ذا في حالك فعلك لو أخبرك عابث أو صبي بأن عقرباً في ثيابك أو حية في دارك، لو كان مثل ذلك، لرميت بكل أطمارك ولهربت من دارك، ويحك فهل ان قول الاطفال والعابثين أشد تأثيراً فيك من قول الصادقين من الاوصياء والمرساين؟ أم أنك تظنين أن عذاب جهنم وزقزمها دون أذى العقرب وسمومها؟
يا نفس، بالله عليك، إخلعي لباس الغفلة وطول الامل وبادري للتوبة وصالح العمل، وتزيني بلباس الورع والتقوى واعملي لدارك الآخرى فالدنيا مزرعة لدار الخلود. إعرفي قدرك وخذي حذرك وتزودي ليوم المعاد بالتقوى فهي خير الزاد.