يا نفس يا نفس، أترضين ان تكوني ممن إدعى الايمان بلسانه وظهرت آثار النفاق على جوارحه وأركانه؟
يا نفس يا نفس،هلا بحثت عما فيك من علامات من يتبع الكتاب والسنة ويبتغي الخلود في الجنة. ويحك قد أمنت من العذاب أمن من كأنه لا يؤمن بيوم الحساب.
لقد تكفل الله بشريعته باصلاح أحوالك لكنك تخالفين أرادته باتباع اهوائك، غافلة عن مواقف وأهوال يوم عظيم كان مقداره خمسين الف سنة مما تعدون.
يا نفس يا نفس، ان كنت لا تخشين يوم الحساب، فاسمعي الحكاية التالية ففي عبرة لأولي الالباب.
رووا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان مستظلاً بظل شجرة في يوم شديد الحر، فجاء رجل فنزع رداءه ثم جعل يتمرغ في الرمضاء ويكوي بحرارتها ظهره مرة وبطنه مرة وجبهته مرة وهو يقول: يا نفس ذوقي فما عند الله اعظم مما صنعت بك.
ثم ان الرجل لبس ثيابه فأومأ النبي (صلى الله عليه وآله) اليه ودعاه وقال: يا عبد الله، لقد رأيتك صنعت شيئاً ما رأيت احداً من الناس صنعه، فما حملك على ما صنعت؟
فقال الرجل: حملني على ذلك مخافة الله فقلت لنفسي: يا نفس ذوقي فما عند الله اعظم مما صنعت بك.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لقد خفت ربك حق مخافتك وإن ربك ليباهي بك اهل السماء
ثم قال (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: يا معشر من حضر إدنوا من صاحبكم يدعو لكم، فدنوا منه فقال: اللهم إجمع امرنا على الهدى واجعل التقوى زادنا والجنة مآبنا....
يا نفس يا نفس، إتقي الله وإنظري ماذا قدمت لغد ٍ هو آت آت.