ففي عام ٤۱۲ هـ شيد فيه قبة على قبر الحسين (عليه السلام) وأصلح ورمّم ما دمره الحريق، وأمر ببناء السور وهو السور الذي ذكره ابن إدريس في كتابه (السرائر) عند تجديده للحائر (عام ٥۸۸ هـ) فقد جدد ابن سهلان السور الخارجي، وأقام العمارة من جديد على القبر المطهر بأحسن ممّا كان عليه، ووصف الرحالة ابن بطوطة هذه العمارة في رحلته إلى كربلاء سنة ۷۲۷ هـ وقال: وقد قتل ابن سهلان سنة ٤۱٤ هـ وبقي البناء الذي أمر بتشييده في الحائر الشريف حتى خلافة المسترشد بالله العباسي سنة ٥۲٦ هـ حيث عاد الإرهاب من جديد على الشيعة، ورجع البطش والتضييق عليهم، واستولى المسترشد العباسي عما في خزائن الحائر المقدس من أموال ونفائس وموقوفات ومجوهرات، فأنفق قسماً منها على جيوشه وقال: (إن القبر لا يحتاج إلى خزينة وأموال). واكتفى بهذا السلب ولم يتعد على الحائر والقبر الطاهر (۱).
وعندما تولى الوزارة في عهد الخليفة العباسي الناصر مؤيد الدين محمد بن عبد الكريم الكندي الذي يعود نسبه إلى المقداد بن الأسود الكندي حيث قام بترميم حرم الإمام الحسين (عليه السلام) في (عام ٦۲۰ هـ). وأصلح ما تهدّم من عمارة الحائر، فقد أكسى الجدران والأروقة الأربعة المحيطة بالحرم بخشب الساج، ووضع صندوقاً على القبر من الخشب، نفسهُ وزيّنه بالديباج والطنافس الحريرية، ووزع الخيرات الكثيرة على العلويين والمجاورين للحائر (۲).
*******
(۱) تاريخ مدينة الحسين والعباس (عليهما السلام): ص۸۲.
(۲) انظر تاريخ مدينة الحسين: ج۱، ص۳۰، حيث يعد ذلك من العمارة السادسة لأنها امتداد لها وهي ترميم أما صاحب كتاب تاريخ مرقد الحسين والعباس (عليهما السلام) فإنه يعد ذلك من العمارة السابعة والصحيح ما أثبتناه.
*******
المصدر: موقع http://www.imamhussain.org.