فلم يراعي العباسيون كل قيم وحدود الاسلام والاخلاق ولم يراعوا قرابتهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع ان العباسيين ماقامت دولتهم وسلطانهم الا على التسول في سكك الكوفة والعراق من المسلمين باسم القرابة من العلويين وباسم شعار يا لاثارات الحسين (عليه السلام) فما ان استتبت لهم الامور في ايدهم حتى راحوا يقتلون ويتتبعون العلويين في كل مكان، قال الشاعر:
والله ما فعلت امية فيهم
معشار ما فعلت بنو العباس
اقول: في عام ۱۳۲ هجرية انتقلت زعامة مكة وسائر البلاد الاسلامية الى الحكم العباسي وقد ثار في زمن المهدي العباسي من الحسنيين الحسين بن علي بن الحسن المجتبي بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) ثار ضد العباسيين فقتل في فخ وهو مكان قريب من مكة بعد ان اعد له العباسيون جيشاً كبيراً فقتلوه فدفن في موقع فخ وتسمى اليوم بمقبرة شهداء فخ.
قال الشاعر دعبل الخزاعي في شعره:
قبور بكوفان واخرى بطيبة
جاء في كتاب قاموس الحرمين الشريفين للنعمتي: (فخ هو وادي الزاهر وفيه قبور جماعة من العلويين قتلوا فيه في واقعة فخ كانت لهم مع اصحاب موسى الهادي بن المهدي بن المنصور العباسي في ذي الحجة سنة تسع وستين ومائة (۱٦۹) هـ وقبر الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) على يمين الداخل الى مكة ويسار الخارج منها يقرب الموضع المعروف بالزاهر ويعرف مكان الموقعة التي بفخ اليوم بالشهداء وفي الشرائع وتجرد الصبيان من المخيط من فخ) (۱).
جاء في كتاب أداب الحرمين: (ومن المزارات شهداء فخ (رضوان الله تعالى عليهم) وفيها قتل نحو مائة نفر من ذرية فاطمة (عليها السلام) على ايدي عمال موسى الهادي العباسي.
ونقل عن المحدث القمي قال: قال في كتابه الكنى والالقاب نقلاً عن الامام الجواد (عليه السلام): (لم يكن لنا بعد الطف مصرع اعظم من فخ) (۲).
*******
(۱) قاموس الحرمين الشريفين النعمتى ص ۱۷٥.
(۲) أداب الحرمين للشهرودي ص ۲۳۸.
*******
المصدر: فجر الاسلام في تاريخ والمشاعر الحرام، المؤلف: الشيخ عبد العزيز صالح المدني