روي في الكافي (عن ابي بصير انه سمع ابا جعفر وابا عبد الله (عليهما السلام) يذكران انه لما كان يوم التروية قال جبرئيل لابراهيم (عليه السلام): تروه من الماء فسميت التروية ثم اتي منى فاباته بها ثم غدابه الى عرفات فضرب خباه بنمرة دون عرفة فبني مسجداً باحجار بيض وكان يعرف المسجد ابراهيم (عليه السلام) حتى ادخل في المسجد الذي بنمرة حيث يصلى الامام يوم عرفة فصلي بها الظهر والعصر ثم عمد به الى عرفات فقال: هذه عرفات فاعرف بها مناسك واعترف بذنبك فسمى عرفات ثم افاض الى المزدلفة فسميت الزدلفة لأنه از دلف اليها) (۲).
اقول: جائت الاخبار والاقول في تحديد حدود عرفات تشير وتعين حدودها وهي كمايلي:
جاء في معجم البلدان: وعرفة حدها من الجبل المشرف على بطن عرنة الى جبال عرفة وقرية عرفة موصل النخل بعد ذلك بميلين وقيل في سبب تسميتها بعرفة ان جبرئيل (عليه السلام) عرف ابراهيم (عليه السلام) المناسك فلما وقفه قال له: عرفت؟
قال: نعم، فسميت عرفة، ويقال: بل سميت بذلك لأن آدم وحواء تعارفا بها بعد نزولهما من الجنة، ويقال: ان الناس يعترفون بذنوبهم في ذلك الموقف وقيل بل سمي بالصبر على ما يكابدون في الوصول اليها لأن العرف الصبر.
وقال ابن عباس (رضى الله عنه): (حد عرفة من الجبل المشرف على بطن عرنة الى جبالها الى قصر ال مالك ووادي عرفة) (۳).
روي في الكافي (عن ابي بصير عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: اذا وقفت بعرفات فادن عن الهضاب والهضاب هي الجبال فان النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ان اصحاب الاراك لاحج لهم يعني الذي يقفون عند الاراك) (٤).
اقول جاء في اللغة: والاراك موضع بعرفة وهي حدود عرفة وليس داخل فيها وفي اللغة ايضاً الهضبة الجبل المنبسط.
جاء في اخبار مكة: (قال ابن عباس: حد عرفة من الجبل المشرف على بطن عرنة الى اجبال عرنة الى الوصيف الى ملتقي الوصيف الى وادي عرفة وقال: وموقف النبي (صلى الله عليه وآله) عشية عرفة بين الاجبل النبعة والنبعة والنابت وموقفه منها على النابت وهي الضراب التي تكتنف موضع الامام والنابت عند النشرة التي خلف موقف الامام وموقفه (صلى الله عليه وآله) على ضرس من الجبل النابت مضرس بين احجار هنالك) (٥).
جاء في معجم المعالم الجغرافية:
قال: (عرنة الوادي الذي لوقع جدار مسجد نمرة القبلي وقع فيه ويقال ايضاً ان هذا الجدار وموضع صلاة الامام في عرفة خارج عن حد عرفة وهذا الجزء الذي يعرفه الناس ولكن وادي عرنة هو الوادي الفحل الذي يخترق ارض المغمس فيمر بطرف عرفة من الغرب عند مسجد نمرة (مسجد عرفة) ثم يجتمع مع وادي نعمان غير بعيد من عرفة ثم يأخذ الواديان اسم عرنة فيمر جنوب مكة على حدود الحرام) (٦).
جاء في الكافي (عن معاوية بن عمار عن ابي الله (عليه السلام) ثم تلب وانت غاد الى عرفات فاذا انتهيت الى عرفات فاضرب خباك نمرة نمرة هي بطن عرنة دون الموقف ودون عرفة فاذا زالت الشمس يوم عرفة فاغتسل وصل الظهر والعصر باذان واحد واقامتين وانما تعجل العصر وتجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء فانه يوم دعاء ومسألة، قال: وحد عرفة من بطن عرنة وثوية ونمرة الى ذي المجاز وخلف الجبل موقف) (۷).
جاء في الكافي: وعن الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) (قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الموقف ارتفعوا عن بطن عرنة، وقال: اصحاب الاراك لاحج لهم(۸).
أقول: جاء في اللغة: والاراك موضع بعرفة وهو حد عرفة وليس داخل فيها.
جاء في معجم البلدان: (محسر: وهـو موضـع مـا بيـن مكـة وعرفـة وقيـل بيـن منـى وعرفـة وقيل بين منى والمزد لفة وليس من منى ولا المزدلفة بل هو واد برأسه) (۹).
جاء في الوسائل باب الوقوف بالمشعر باب الحج وعن اسحاق بن عمار عن ابي الحسن (عليه السلام) (قال سألته عن حد جمع؟ قال: ما بين المأزمين الى وادي محسر).
روي في الكافي عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام) (قال: حد عرفات من المأزمين الى اقصى الموقف) (۱۰).
روي في الكافي (عن مسمع عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: عرفات كلها موقف وافضل الموقف سفح الجبل) (۱۱).
جاء في قاموس الحرمين الشريفين: وعن مجمع البحرين للطريحي قال: (عرفات وحدها من بطن عرفة وثوية ونمرة الى ذي المجاز) (۱۲).
روي في الكافي (عن سماعة قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام) اذا ضاقت عرفة كيف يصنعون؟
قال: يرتفعون الى الجبل) (۱۳).
جاء في الكافي عن معاوية بن عمار قال: قال ابو عبد الله (عليه السلام): ان المشركين كانوا يفيضون من قبل ان تغيب الشمس فخالفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأفاض بعد غروب الشمس وقال ابو عبد الله الصادق (عليه السلام): اذا غربت الشمس فأفض مع الناس) (۱٤).
وروى في الكافي عن يؤنس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) متى الافاضة من عرفات؟
قال: اذا ذهب الحمرة يعني من الجانب الشرقي) (۱٥).
*******
(۱) علل الشرايع الصدوق ج ۲ ص ۱٤۲.
(۲) الكافي الكليني ج ٤ ص ٤۰٦.
(۳) معجم البلدان ياقوت الحموي ج ٤ ص ۱۰٤.
(٤) الكافي ج ۲ ص ٤٥٥.
(٥) اخبار مكة الارزقي ج ۲ ص ۱۹٤.
(٦) معجم المعالم الجغرافية البلادي ص ۲۰٥.
(۷) الكافي الكليني ج ٤ ص ٤٥٤.
(۸) الكافي الكليني ج ٤ ص ٤٥٥.
(۹) معجم البلدان ياقوت الحموي ج ٥ ص ٦۲.
(۱۰) الكافي الكليين ج ٤ ص ٤٥٤.
(۱۱) الكافي الكليني ج ٤ ص ٤٥٥ باب الحج.
(۱۲) قاموس الحرمين الشريفين النعمتي ص ۱٦۷.
(۱۳) الكافي ج ٤ ص ٤٥۸ باب الحج.
(۱٤) الكافي ج ٤ ص ٤٥۸ باب الحج.
(۱٥) الكافي ج ٤ ص ٤٥۸ باب الحج.
*******
المصدر: فجر الاسلام في تاريخ والمشاعر الحرام، المؤلف: الشيخ عبد العزيز صالح المدني