والغاية من وجود هذه الحدود هي مواضع وعلامات ونقاط ليعرف بها حدود الحرم المكي الشريف وكذلك ايضاً هي مواضع للإحرام لمن يريد اتيان العمرة اثناء وجوده في مكة المكرمة من الحجاج او اهل مكة.
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: (التنعيم بالفتح ثم السكون وكسر العين المهملة وياء ساكنة وميم: موضع بمكة في الحل وهو بين مكة وسرف على فرسخين مكة وقيل على اربعة فراسخ وسمي بذلك لأن جبلاً عن يمينه يقال له نعيم وآخر عن شماله يقال له ناعم والوادي نعمان وبالتنعيم مساجد حول مسجد عائشة وسقايا على طريق المدينة منه يحرم المكيون بالعمرة) (۱).
جاء في معجم المعالم الجغرافية قال عاتق البلادي: (تنعيم كأنه تفعيل من النعومة جاء ذكره في مواضع من السيرة وقد يقال وادي التنعيم وهو واد خارج الحرم من الشمال ينحدر من الثنية البيضاء فيتجه شمالاً محاذي الطريق العام المتجه الى المدينة فيصب في وادي يأجج الذي يذهب سيلة الى مر الظهران شمال غرب مكه على قرابة (۲۰) كيلاً) (۲).
(التنعيم من المناطق القريبة لحرم مكة في ادنى الحل، قال في المجمع: موضع قريب من مكة وهو أقرب الى اطراف الحل الى مكة ويقال بينه وبين مكة أربعة اميال ويعرف بمسجد عائشة (كما في المجمع) (۳).
قال الأزرقي في اخبار مكة: وعن ابن عباس (رضى الله عنه) قال اول من نصب أنصاب الحرام ابراهيم (عليه السلام) يريه ذلك جبرئيل (عليه السلام). وقال: سمعت اهل العلم يقول: انه لما خاف ادم (عليه السلام) على نفسه من الشيطان فاستعاذ بالله سبحانه فأرسل الله عزوجل ملائكة حفوا بمكة من كل جانب ووقفوا حواليها، قال: فحرم الله تعالى الحرم من حيث كانت الملائكة وقفت (عليه السلام).
وقال ابن جريج: واخبرني ايضاً عنه ان النبي (صلى الله عليه وآله) امر يوم الفتح تميم بن اسعد جد عبد الرحمن بن عبد المطلب بن تميم فجددها).
وقال ابو الوليد: من طريق المدينة دون التنعيم عند بيوت غفار على ثلاثة اميال، ومن طريق اليمن طرف اضاءة لبن في ثنية لبن على سبعة اميال، ومن طريق الطائف على طريق عرفة من بطن نمرة على احد عشر ميلاً، ومن طريق العراق على ثنية خل بالمقطع على سبعة اميال، ومن طريق الجعرانة في شعب آل عبد الله بن خالد بن اسيد على تسعة اميال) (٤).
قال الفاسي المكي في شفا الغرام: واول من نصب ذلك الخليل (عليه السلام) بدلالة جبرئيل (عليه السلام) له ثم قصي بن كلاب وقيل نصبها اسماعيل (عليه السلام) بعد ابيه الخليل ثم قصي وهذا يروى عن ابن عباس (رضوان الله عنه) ذكره عنه الفاكهي وغيره، وقيل: ان عدنان بن اد اول من وضع انصاب الحرم حين خاف ان يدرس الحرم ذكره الزبير بن بكار ونصبتها قريش بعد ان نزعوها والنبي (صلى الله عليه وآله) بمكة قبل هجرته ونصبها النبي (صلى الله عليه وآله) عام الفتح، وقال: امر الراضي العباسي بعمارة العلمين الكبيرين اللذين بالتنعيم في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة (۳۲٥) هـ واسمه عليها مكتوب، ثم امر المظفر صاحب اربل بعمارة العلمين اللذين هما حد الحرم من جهة عرفة في سنة ست وعشرين وستمائة (٦۲٦) هـ ثم الملك المظفر صاحب اليمن في سنة ثلاث وثمانين وستمائة (٦۸۳) هـ (وقال: حد الحرم من جهة التنعيم وهي طريق المدينة ومايليها من جدار باب المسجد الحرام المعروف بباب العمرة الى اعلام الحرم في الجهة التي في الأرض لا التي على الجبل اثنا عشر الف ذراع واربعمائة ذراع وعشرون ذراعاً بذراع اليد) (٥).
*******
(۱) معجم البلدان ياقوت الحموي ج ۲ ص ٤۹.
(۲) معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية عاتق غيث البلادي ص ٦٥.
(۳) الأصطلاحات في الرسائل العملية : العاملي ص ۳۲.
(٤) اخبار مكة الأزرقي ج ۲ ص۱۲۷-۱۳۱.
(٥) شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام: الفاسي المكي ج ۱ ص ۸٦ الى ۱۰۰.
*******
المصدر: فجر الاسلام في تاريخ والمشاعر الحرام، المؤلف: الشيخ عبد العزيز صالح المدني