ولقد اشارت الأخبار الكثيرة والمستفيضة بين ايدي المسلمين ان حجر اسماعيل (عليه السلام) فيه قبر النبي اسماعيل وامه هاجر وفيه قبور كثيرة للأنبياء دفنوا في موضع الحجر (عليهم السلام اجمعين) والحجر هو على شكل نصف دائرة يجاور الكعبة المشرفة.
أقول: ومن الأمور التي لابد من اعتبارها ومراعاتها على الحجاج والمعتمرين والزائرين في الطواف هو عدم السير فوق حجر اسماعيل او من داخله وان يطوفوا حوله من خارج الحجر دون ان يدخلوا في حجر اسماعيل ولعل السر فيه هو عدم وطىء هذه البقعة المقدسة لوجود قبور الأنبياء فيها.
روي في الكافي عن معاوية بن عمار قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) (عن الحجر أمن البيت هو او فيه شيء من البيت؟
فقال: لا ولا قلامة ظفر ولكن اسماعيل دفن امه فيه فكره ان توطأ فحجر عليه حجراً وفيه قبور انبياء) (۱).
أقول: ان المستفاد من هذه الأخبار التي تشير الى وجود قبور الأنبياء الكثيرة تكشف ان الانبياء الذين جائوا لحج وزيارة بيت الله الكعبة المشرفة ان الزيارة للكعبة والتوجه اليها معدود من العبادات المرضية والمحببة في الشرايع السابقة ولعلم لديهم قد اطلعهم الله عليه وان الكعبة البيت المعمور هو افضل واعظم بيوت الله على الاطلاق ولخصوصية فيه انه اول بيت محرم ومقدس وضع للناس على وجه الأرض لعبادة الله سبحانه وتعالى.
ومن مجموع ما تقدم تحصل من هذا السرد يشير ويكشف الى وجود العدد الكبير من الأنبياء الذين جائوا لحج وزيارة بيت الله الحرام ودفنوا في حجر النبي اسماعيل (عليهم السلام).
*******
(۱) الكافي الكليني ج ٤ ص ٤۰۹ باب الحج.
*******
المصدر: فجر الاسلام في تاريخ والمشاعر الحرام، المؤلف: الشيخ عبد العزيز صالح المدني