ننقل لكم فيه من المجلد التاسع من مجلة رسالة الاسلام، كلمة للمفكر الاسلامي المصري الشهير فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري (رحمه الله) في نبذ التناحر بين المسلمين؛ قال رحمه الله:
إن قضية السنة والشيعة هي في نظري: قضية ايمان وعلم معاً، فاذا رأينا ان نحل مشكلاتها على ضوء من صدق الايمان وسعة العلم فلن تستعصي علينا عقدة، ولن يقف امامنا عائق.
اما اذا تركنا للمعرفة القاصرة واليقين الواهي أمر النظر في هذه القضية والبت في مصيرها فلن يقع إلا الشر، وهذا الشر الواقع إذا جاز له ان ينتمي الى نسب او يعتمد على سبب فليبحث عن كل نسب في الدنيا، وعن كل سبب في الحياة، إلا نسباً الى الايمان الصحيح، او سبباً الى المعرفة المنزهة.
فما انها قضية علم فإن الفريقين يقيمان صلتهما بالاسلام على الايمان بكتاب الله وسنة رسوله، ويتفقان اتفاقا مطلقاً على الاصول الجامعة في هذا الدين فيما نعلم، فإن اشتجرت الاراء بعد ذلك في الفروع الفقهية والتشريعية فإن مذاهب المسلمين كلها سواء في ان للمجتهد أجره، أخطأ ام أصاب.
وتابع فضيلة الشيخ احمد حسن الباقوري كلامه قائلاً: وعندما ندخل مجال الفقه المقارن ونقيس الشقة التي يحدثها الخلاف العلمي بين رأي ورأي او بين تصحيح حديث وتضعيفه نجد ان المدى بين الشيعة والسنة كالمدى بين المذهب الفقهي لأبي حنيفة والمذهب الفقهي لمالك او الشافعي.
واما انها قضية ايمان: فإني لا احسب ضميرمسلم يرضى بافتعال الخلاف وتسعير البغضاء بين ابناء امة واحدة ولو كان ذلك لعلة قائمة. فكيف لو لم تكن علة قط؟!
كيف يرضى المؤمن ـ صادق الصلة بالله ـ ان تختلق الاسباب اختلاقا ً لإفساد ما بين الاخوة، واقامة علائقهم على اصطياد الشبه وتجسيم التوافه، وإطلاق الدعايات الماكرة، والتغرير بالسذج.
انتهى كلام فضيلة الشيخ احمد حسن الباقوري (رحمه الله) في نبذ اسباب التناحر والتباغض بين المسلمين.
*******