نقرأ لكم في اللقاء جانبا مفتوي فضيلة الشيخ احمد كفتارو (رحمه الله) وهو الرئيس السابق لمجلس الافتاء السوري الاعلى، بشأن فتنة التكفير، حيث قال رحمه الله:
حدد علماء العقيدة الاسلامية المكفرات بأنها اما اعتقادية تتعلق بالالوهية كانكار الخالق او بأركان الايمان الستة كأنكار النبوة والرسالات او بالاحكام الشرعية المعلومة من الدين بالضرورة الثابتة بدليل قطعي كأنكار اركان الاسلام الخمسة او انكار تحريم الزنا شريطة ان يعلم المنكر ان اعتقاده يكفره ويصر على ذلك وإن كان مسلماً وظهر منه أحد الامور المذكورة فأنه يستتاب ويعطى الفرصة للتوبة والرجوع عن اعتقاده وإلا كان مرتداً.
اما المكفرات القولية والعملية كالسب والشتم لله عزوجلّ أو الدين، او القيام بعمل يدل على كفر بالعقيدة كتمزيق المصحف او السجود لصنم فلا بد فيه من العمد والوعي وعدم الاكراه والاصرار فإن وجد عذر فلا يعتبر ذلك كفر ومثال ذلك ما كان من عمار بن ياسر (رضي الله عنه) حين قال كلمة الكفر مكرهاً مضطراً فأنزل الله: «إلا من أكره وقلبه مطمئن للايمان».
اذن فالمكفرات الاعتقادية هي الاساس في الحكم على مقترفها بالكفر، اما المكفرات القولية والعملية فهي عبارة عن أمارات وتعبيرات عما يعتقده الانسان.
وبعد ان بين فضيلة المفتي السوري السابق الشيخ احمد كفتارو اسباب التكفير الشرعية خلص الى القول:
عليه فلا يجوز تكفير أحد من أهل القبلة متى نطق بالشهادتين فإن ذلك يعصم ماله ودمه فحين قتل أسامة بن زيد الرجل المشرك في المعركة بعد ان نطق بالشهادتين، وعلم رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك، فقال لا ُسامة: «أقال لا اله الا الله وقتلته؟!
قال: يا رسول إنما قالها خوفا من السلاح.
قال صلى الله عليه وسلم: افلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها ام لا، فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ».
وقال العلماء: لو نطق الانسان بكلمة لها تسعة وتسعون وجهاً للكفر ووجه واحد للايمان نقبل منه الايمان ونترك ما يكفره.
انتهى مستمعينا الاعزاء نص فتوى الرئيس السابق لمجلس الافتاء السوري الاعلى المرحوم الشيخ احمد كفتارو والتي أصدرها في رد ادعاءات اصحاب فتنة التكفير. الى لقاء مقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******