تحية طيبة واهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج الذي ننقل لكم فيه فتاوي العلماء المعاصرين من مختلف المذاهب والبلدان بشأن فتنة التكفير التي يُراد منها اضعاف الاسلام وتمزيق المسلمين.
في هذا اللقاء ننقل لكم مقاطع اخرى من الفتوى المطولة التي اصدرها بهذا الشأن فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي مدير مركز بحوث السنة والسيرة في جامة قطر بهذا الخصوص، قال فضيلته:
واصحاب المذاهب المعروفة في العالم الاسلامي، التي تتبعها جماهير من المسلمين، كلهم داخلون في مفهوم الاسلام الذي ذكرناه، سواء كانت هذه المذاهب فقهية، تعنى بالاحكام العملية عند المذاهب السنية الاربعة المعروفة، ومعها المذهب الظاهري، ام كانت مذاهب عقدية، تعنى بأصول الدين، اي بالجانب العقائدي منه، مثل المذهب الاشعري (المنسوب الى الامام ابي حسن الاشعري ت324 للهجرة) او المذهب الماتريدي ت 333 للهجرة) ام كانت تجمع بين الجانب العقدي والجانب العملي شأن المذهب الجعفري (نسبة الى الامام جعفر الصادق ت 148 للهجرة (والمذهب الزيدي) نسبة الى الامام زيد بن علي ت 122 للهجرة) والمذهب الاباضي (نسبة الى عبد الله ابن اباض التميمي توفي آخر ايام عبد الملك بن مروان).
واضاف فضيلة الشيخ القرضاوي:
فهذه المذاهب كلها تؤمن بأركان الايمان التي جاء بها القرآن (الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر) والايمان بالقدر الذي جاءت به السنة داخل ضمن الايمان بالله تعالى.
وكلها تؤمن بأركان الاسلام العملية: الشهادتان، اقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً.
وكلها تؤمن بمحرمات الاسلام القطعية من:القتل والانتحار والزنى وعمل قوم لوط وشرب الخمر، والسرقة والغصب، واكل الربا، واكل مال اليتيم، وقذف المحصنات المؤمنات، وغيرها من الموبقات التي جاء النهي عنها والوعيد عليها في محكمات القران والسنة، واجمعت عليه الامة.
وكلها تؤمن بالاحكام القطعية في شريعة الاسلام، في العبادات والمعاملات، والانكحة والحدود والقصاص، والسياسة الشرعية والمالية وغيرها....
ثم ذكر فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، الاختلاف في الاجتهاد واراء العلماء من المذاهب المختلفة التي تصرح بحرمة التكفير لاي من اتباع هذه المذاهب ؛ وشدة تحرجهم تجاه التكفير لكي يخلص الى النتيجة التالية قائلاً: «لقد اطلنا في هذه النقول لنسد الطريق على الذين لايبالون بتكفير اهل لا اله الا الله، فليتقوا الله في انفسهم وليتقوا الله في المسلمين وليحذروا من هذه الفتنة التي يترتب عليها استباحة الدماء والاموال التي عصمتها الشهادتان لمجرد المخالفة في هذه المذاهب او الوجهة».
انتهى قول فضيلة الشيخ القرضاوي والى لقاء اخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.
*******