حرص علماء المسلمين على بيان حدود التكفير دفعا ً للدعامة الاسلاسية التي يستند عليها دعاته لسفك الدماء المسلمين واضعافهم بالتالي، واصدروا بذلك كثيرا من الفتاوي الصريحة في لزوم الاخذ باقصى درجات التحرج فيما يرتبط بتكفير المسلم انسجاماً مع الاحاديث النبوية الصريحة في هذا الباب.
نقرأ لكم في هذا اللقاء مستمعينا الاكارم جانباً من فتوى مفتي الاردن فضيلة الشيخ سعيد عبد الحفيظ الحجاوي في هذا المجال.
قال (حفظه الله): ان التكفير في يومنا هذا ليس له حدود ولا قيود عند البعض اما بسبب غرور وكبر وانغلاق فكر.. وقد يكون التكفير لهوىً وعصبية فكر...
ان التكفير امرٌ خطير ٌ لما يرتبط عليه من استحلال دم المسلم وماله وهدر كرامته في الدنيا ويتعدى ذلك الى الدار الآخرة بانه مخلد في النار فيجب الاحتراز من التكفير ما وجد اليه سبيلا فان استباحة الدماء والاموال من المصلين الى القبلة المصرحين بقول لا اله الا الله محمد رسول الله خطأ والخطأ في ترك الف كافر في الحياة اهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله فاذا قالوا فقد عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها) طبقا للاحكام الشرعية لا العقلية وقد نص الامام الطحاوي (رحمه الله تعالى) بقوله: (لا نكفر احداً من اهل القبلة بذنب مالم يستحله)... واضاف فضيلة الشيخ الحجاوي مفتي الاردن قائلاً:
ان الامام علي(ع) لم ير في نقض بيعة الخوارج المساس بايمانهم فلم يقل انهم قد كفروا بل قال لهم: «كلمة حق اريد بها باطل...».
وخاطبهم قائلاً: «لكم علينا ثلاث لانمنعكم مساجد الله ان تذكروا فيها اسم الله، ولا نبدؤكم بقتال، ولا نمنعكم الفيء ما دامت ايديكم معنا، وعاملهم على الاسلام».
وان كثيراً من العلماء الاثبات يتورعون عن الحكم بتكفير المسلم ما وجدوا الى ذلك سبيلاً وان ابن نجيم وهو من كبار فقهاء الحنفية رجع عن كثير من فتاواه بالتكفير وذكر ان المسالة اذا كان فيها تسعة وتسعون وجها تقتضي التكفير، وفيها وجه واحد يقتضي غير ذلك رجع الواحد على التسعة والتسعون في هذا المقام.
فهل بعد هذا وغيره من يجرؤ على تكفير مسلم دون حجة ودليل شرعي؟
كان ما تقدم كلام مفتي الاردن فضيلة الشيخ سعيد عبد الحفيظ الحجاوي في ادانة فتوى التكفير. والى لقاء اخر نستودعكم الله تعالى بكل خير.
*******