هؤلاء طبقة من الكسبة مرة يسموه جمال ومرة يسموه مكاري، مكاري يعني يحمل الناس بالكروة، في ذلك اليوم لم توجد سيارة وقطار وطيارة، وسيلة النقل هي الدواب، جمال، خيل، حمير. المرحوم الفاضل الدربندي ركبه احدهم على حماره اصبح من الخطباء لأنه في هذه الاربعة ايام في الذهاب والاياب، اربعة ايام حصل على كذا من المعلومات لأن الفاضل الدربندي لا يلغي، كل كلامه اما حديث او فضيلة او نصيحة او دعاء او عبادة او قرآن فصار هذا المكاري استاذاً لعلماء، سبحان الله ومن هنا عندنا ما اكثر القصص في هذا. يدخل في هذا الاطار صفوان فنحن لا نعرف صفوان بن مهران الاسدي الكوفي بل نعرف صفوان الجمال لكن من هو صفوان الجمال؟ صفوان الجمال من محدثي اهل البيت، يا سبحان الله، من رواة اهل البيت، خطيب من خطباء اهل البيت، من اصحاب الامام الصادق والامام الكاظم والامام الكاظم كان يقول سمعت ابي يترحم على صفوان، صفوان الجمال احد الاربعة الذين اودعوا هذا السر، ماهو هذا السر؟ وهو تعيين مكان قبر الامام علي بن ابي طالب لأن تعلمون ۱۳۰سنة قبر الامام مخفي لكي لايخربه الاوغاد الاراذل، رأينا ما حدث في العراق، كنا نسمع ونقول فيه نوع من الغلو لكن رأينا كم من القبور والمراقد هدمت وعلى رأسها سامراء وغيرها فكان قبر الامام مخفي لكن الامام الصادق ائتمن صفوان. طيب صفوان كان يكري جماله لهذا وذاك لكنه لايصحبها لأنه عنده موظفين وصناع الا للامام الصادق كان يقول له يا بن رسول الله انا اصير جمالك يعني انا الذي ابقى مع الجمال معك ويكون مثل الخادم عند الامام الصادق فتعلم من الامام الخير الكثير واهتدى الى معرفة قبر امير المؤمنين فتثقف صفوان من خلال هذه الصحبة وكما يقول الاديب:
صاحب اخا ثقة تحظى بصحبته
فالطبع مكتسب من كل مصحوب
اذا تأتي الى اكبر ابن عالم مقدس وتجلسه مع مغنين يصبح مغني ورقاص واذا تأتي بواحد خام من الاكواخ وتضعه عند جمال او خادم عالم يصبح ولي من اولياء الله فالطبع مكتسب من كل مصحوب، هذا صفوان الجمال تثقف وقلمه وقرطاسه بيده ويدون زيارات الامام الصادق ويحفظها فهو يقول عندما كنت مع الامام الصادق زار الحسين عليه السلام ثم قال لي تركب ام تمشي؟ قلت لاانا امشي فركب هو لأن الامام كان يتناوب، صفوان يقول اين ذهب بعدما زار الحسين بزيارة وارث، زيارة الاربعين هذه كلها دونها صفوان، ركب وجاء الى نهر العلقمي فتبين انه يريد ان يزور عمه العباس فنزل وصار يمشي كهيئة الراكب من خلال هذا ومن خلال قرائن عديدة نعرف اهمية ابي الفضل العباس، وخاطب عمه العباس بهذه العبارة: " اشهد انك قتلت مظلوماً" ثم يخاطبه " السلام عليك يابن اول القوم اسلاماً"، الامام اعتمد الزيارة كدرس وبيان ويركز فيه على معتقدات وفكر اهل البيت ومدرسة اهل البيت، " السلام عليك يابن اول القوم اسلاماً واقدمهم ايماناً" من يعني؟ يعني ابوالحسين، امير المؤمنين " واحوطهم على الاسلام"ثم يقول للعباس " اشهد" انا اشهد لك " اشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي المرسل" انا اشهد لك بالوفاء وبالنصيحة ويكرر الامام الصادق وصفوان يقول اسمع ويقول له " واشهد انك قد واسيت اخاك" لم تشرب الماء وانت عطشان، انا اشهد لك ياعم " واشهد انك قد واسيت اخاك فنعم الاخ المواسي لأخيه" واستمر الامام، يقول صفوان الجمال لم اسمع هذا الكلام من قبل بهذه العظمة، كلام بهذا المضمون فهذه كلها دونها وهناك ايضاً ملاحظة ايها الاخوة ايتها الاخوات ان الامام علم صفوان الجمال يقول له اذا دخلت من الباب الشرقي فقل كذا، اذا دخلت من الباب الغربي قل كذا، حتى العباس اذا جئت من هذا الصوب زر بهذه واذا جئت من هذا الصوب قف عند الرأس وقل هكذا، كل هذه صفوان الجمال الذي نسميه نحن جمال انما هذا ليس جمال بل كنز، طيب يقول صفوان الجمال من بركة الامام الصادق وبسبب الامام الصادق دأبت على زيارة الامام علي والصلاة عنده عشرين عاماً، يقول كل هذه ببركة الامام الصادق وبموجب ما علمني به الامام الصادق، هنا ملاحظة ان ابو حمزة الثمالي يقول ارى الامام زين العابدين زار امير المؤمنين ثم رأيته مال بوجهه صوب كربلاء فسألت الامام أتزور جدك؟ قال نعم، قلت ملت بوجهك صوب كربلاء؟ قال ان جدي امير المؤمنين يسره ان يزار عند رأسه ولده الحسين، الله اكبر فالان لما انا اوفق لزيارة امير المؤمنين رغم الازدحام احاول عند الرأس اميل بوجهي صوب الحسين وازور الحسين بهذه الجملة "السلام عليك يا ابا عبد الله، السلام عليك يا سيد الشهداء" لأن في ذلك سرور لأمير المؤمنين حسب تعليمات الامام زين العابدين سلام الله عليه. على اي حال هذا صفوان الجمال مع الامام الصادق اما مع الامام الكاظم، كان الامام الكاظم يحبه ويعلمه ويزوده بالمعرفة ولما قالوا للامام الكاظم تحبه كثيراً، قال ان ابي الصادق كان يترحم عليه. لكن في يوم من الايام قال له الامام يا صفوان كل شيء منك جميل وحسن ولكن هناك شيء؟ قال ماهو جعلت فداك؟ قال كراءك جمالك لهذا، من هو هذا؟ يعني هرون الرشيد فيقول صفوان قلت سيدي انا ما اكريته اشراً ولابطراً، لاللصيد ولا لللهو ولكن اكريته لطريق الحج وانا لم اذهب معه، انا اذهب فقط مع ابوك الامام الصادق فقال له الامام طيب ولكن ألك بذلك كراء؟ تأخذ اجره؟ قلت نعم فقال له لابد انك تحب بقاءه حتى يبعث اليك كراءك؟ يعني انك تتمنى ان يبقى حياً ليبعث لك اجرك؟ فقلت نعم فقال لي أما تعلم بأن من احب بقاءهم كان منهم ومن كان منهم فهو في النار؟ هؤلاء المجرمين القتلة مثل معاوية، يزيد، مروان، آل العباس، صدام حسين، هؤلاء كل لحظة من حياتهم غضب على الوجود، الدقيقة من اعمارهم بلاء على المسلمين، على الانسانية، الامام قال تحب الى ان يبعث لك اجرك ان يبقى حياً؟ قال نعم قال اذن تحب بقاء من احب بقاءهم فيقول صفوان سمعت هذه فضربت على كل جمالي وبعتها فبعد مدة رآني احد رجالات الخليفة وقال لي اين انت الخليفة يبحث عنك؟ فلما دخلت على الرشيد نظر الي بغضب وقال اين جمالك؟ فقلت بعتها، قال ولم؟ فقلت الغلمان لايطيعوني وانا كبر سني ومن قبيل هذه الاعذار فقال لا هيهات هيهات كل ذلك لم يكن ولكن انا اعلم من اشار عليك بهذا انه موسى بن جعفر، انظر يعرف الطواغيت من الذي يعرقل عليهم مشاريعهم والا هناك الكثير من المراجع لماذا الشاه وقف هذا الموقف من الامام الخميني، يقول الرشيد لصفوان هيهات انا اعلم السبب هذا كله عذر، انا اعلم ياصفوان لكن لولا حسن صحبتك لقتلتك فبقي صفوان اواخر ايام حياته مذياعاً يروي الاحاديث التي سمعها من الامام الصادق والكاظم عليهما السلام حتى شاخ وكبر وكان الامام الكاظم لايذكره الا بخير وحتى كانت آخر لحظات حياته وهو على هذا الخط.