أجاب المرجع الديني الامامي سماحة السيد محمد سعيد الحكيم في فتواه المحررة بتاريخ التاسع من جمادى الاولة سنة 1426 للهجرة عن سؤالين بشأن اتباع المذاهب الاسلامية وحدود التكفير في الاسلام قائلا:
يكفي في انطباق عنوان الاسلام على الانسان الاقرار بالشهادتين والفرائض الضرورية في الدين كالصلاة وغيرها وبذلك تترتب عليه احكام الاسلام من حرمة المال والدم وغيرها.
وعن السؤالين ذاتهما اجاب فضيلة الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة امين عام مجمع الفقه الاسلامي في جدة، قائلا:
المسلمون امة واحدة يؤمنون باله واحد، كتابهم المنزل اليهم القران، قبلتهم واحدة واصول دينهم خمسة: الشهادة، والصلاة، والزكاة، والصوم والحج.
فمن اخذ بهذه الاصول والتزمها فهو مؤمن مهما كان مذهبه، وليست المذاهب في واقع الامر الا اجتهاداً في فهم نصوص الكتاب والسنة التي هي مصادر هذا الدين، وان تمايزت في ذلك او اختلف ائمتها في التفسير والتأويل والاصول والقواعد والترجيح بين الاقوال في عدد من المسائل.
وينطق بهذه الحقيقة قول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا».فهذه الاصول اساسية للايمان، ولا يكون المؤمن مؤمناً الا اذا اعترف بوجود الخالق وبعثة الرسول الخاتم والايمان بالقرآن وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ.
والكفر يكون بما نصت عليه بقية الاية من قوله سبحانه: « وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ...».
وما وراء ذلك من وصف بعض الاعمال بالكفر مجاز اعتبره المتكلمون والفقهاء كفراً، اعتماداً على النصوص الشرعية التي جاءت به تغليظاً وتبغيضاً وتنفيرا من الوقوع في الكبائر والمعاصي، وتاكيداً على قبحها وفسادها واثرها على الايمان بما يتولد عنها لدى العصاة من جحود وانكار لقواعد الايمان الصادق الذي دعا اليه الله تعالى في كتابه الكريم وفصله الرسول(ص) في سنته الشريفة.
*******