شكلت فتنة التكفير احدى اهم حراب اعداء الاسلام لضرب الوجود الاسلامي من الداخل وايقاعه في محنة التقاتل الداخلي.
بل واهم من ذلك شكلت احد الغطاءات التضليلية التي استقطبت ضعاف العقول وتجنيدهم لخدمة اهداف الشيطان وكان اهم واعظم ضحايا هذه الفتنة هم ائمة العترة النبوية الطاهرة (عليهم السلام).
فالخوارج رواد حركة التكفير هم الذين اغتالوا سيد الوصيين واول القوم اسلاماً الامام علي (عليه السلام).
ولخطورة هذه الفتنة فقد تظافرت النصوص الشريفة قرآنا وسنة للتحذير منها وتطويقها، وعلى اساسها جاءت فتاوي علماء المسلمين، ومنها ننقل لكم في هذه الحلقة مقاطع من فتوى طويلة لمفتي مصر فضيلة الشيخ علي جمعة حفظه الله بهذا الشأن.
قال فضيلة الشيخ علي جمعة في جواب عن سؤال بشأن تكفير اي من المذاهب الاسلامية:
هذه المذاهب الثمانية هي: المالكية، والحنفية، والحنابلة، والشافعية، وهي التي يطلق عليها مذاهب اهل السنة، والجعفرية، والزيدية، والاباضية، والظاهرية، وهي التي يطلق عليها المذاهب غير السنية.
واذا نظرنا الى هذه المذاهب في فقهها واصول فقهها رأينا ان الخلاف بينها انما هو في نطاق المضمون ولم يقع بينها خلاف في المقطوع به الذي يُكفر منكره، والحمد لله رب العالمين.
وعلى ذلك فانه من يتبع اي واحد من المذاهب الاسلامية او يمارس في حياته شيئا منها فهو مسلم صحيح الاسلام، وهذا يتفق مع امر الله والرسول (صلى الله عليه واله ) لنا بأن نعتصم بحبل الله وان نكون امة واحدة وألا نختلف فتختلف قلوبنا، قال تعالى: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ».
*******