كل ما يرتبط بعزيز الله الحسين (صلوات الله عليه) جعل الله تبارك وتعالى فيه مزيّة، وخصه بفضل. حتى المسبحة تتخذ حبّاتها من طين قبر سيد الشهداء لها عند الله كرامة، وللمسبّح بها شأن من الشأن.
عن الامام الصادق (عليه السّلام) أنّ فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات. وكانت (عليها السّلام) تديرها بيدها: تكبر وتسبح حتى قتل الحمزة بن عبد المطلب فاستعملت تربته وعملت التسابيح، فاستعملها الناس. فلما قتل الحسين (صلوات الله عليه) عدل بالامر اليه، فاستعملوا تربته، لما فيها من الفضل والمزية.
وعن الحسن بن محبوب أن الامام الصادق (عليه السّلام) قال: السبحة التي هي من طين قبر الحسين (عليه السّلام) تسبح بيد الرجل من غير ان يسبح.
وقال ابن محبوب ايضاً: رأيت ابا عبد الله (الصادق) (عليه السّلام) وفي يده السبحة منها، وقيل له في ذلك، فقال: اما انها أعود عليّ، او قال: اخفّ علي.
كربلائية اخرى من كربلائيات الشاعر صالح الكواز الحليّ في القرن الثالث عشر. إنه يوم الحسين ايضاً، هو ما يتألق به الشعر ويتسامى به القصيد.
ويرتفع صوت الكواز مع البطولات الحسينية الباهرة وحتى ينتهي الى القول:
ضربت بالسيف ضرباً، لو تساعده
يد القضا .. لأزال الشرك وانقشعا
لكنكم شئتم رزاياكم عدوكم
فما امات لكم وحياً ولا قطعا
تتبعوكم .. وراموا محو فضلكم
فخيّب الله من في ذلكم طمعا
اني .. وفي الصلوات الخمس ذكركم
لدى التشهد للتوحيد قد شفعا
فما اعابك قتل كنت ترقبه
به لك الله جمّ الفضل قد جمعا
وما عليك هوان أن يشال على المياد
منك محياً للدجى صدعا
كان جسمك موسى مذهوى صعقاً
وأنّ رأسك روح الله مذ رفعا
كفى بيومك حزناً .. انه بكيت
له النبيون قدما... قبل ان يقعا
بكاك آدم حزناً يوم توبته
وكنت نوراً بساق العرش قد سطعا
ونوح ابكيته شجواً، وقلّ بأن
يبكي بدمع حكى طوفانه دفعا
ونار فقدك، في قلب الخليل بها
نيران نمرود عندالله قد دفعا
كلمت قلب كليم الله، فانبجست
عيناه دمعاً دماً كالغيث منهمعا
ولو رآك بأرض الطف منفرداً
عيسى لما اختار ان ينجو ويرتفعا
ولا احب حياة بعد فقدكم
ولا اراد بغير الطفّ مضطجعا
يا راكباً شذقمياً، في قوائمه
يطوي اديم الفيافي كلما ذرعا
عج بالمدينة، واصرخ في شوارعها
بصرخة تملا الدنيا بها جزعا
نادى الذين اذا نادى الصريخ بهم
لبوه قبل صدى من صوته رجعا
قل: يا بن شيبة الحمد الذين بهم
قامت دعائم دين الله وارتفعا
قوموا، فقد عصفت بالطف عاصفة
مالت بارجاء طود العزّ.. فانصدعا
لا انتم انتم إن لم تقم لكم
شعواء مرهوبة مرأىّ ومستمعا
فلتلطم الخيل خدّ الارض عادية
فخد عليا نزار للثرى صرعا
ولتملأ الارض نعياً من صوارمكم
فإن ناعي حسين في السماء نعى
ولتذهل اليوم منكم كل مرضعة
فطفله من دما أوداجة رضعا
نسيتم ام تناسيتم كرائمكم
بعد الكرام عليها الذلّ قد وقعا؟!