في "امالي الصدوق" عن الامام الصادق(ع)، قال: كان النبي(ص) في بيت ام سلمة، فقال لها: لايدخل علي احد. فجاء الحسين(ع) ـ وهو طفل ـ فما ملكت معه شيئا (اي: ما استطعت ان امنعه من الدخول).. حتى دخل على النبي. فدخلت ام سلمة على اثره، فاذا الحسين على صدره، واذا النبي يبكي، واذا في يده شيء يقبله.
فقال النبي: يا ام سلمة، ان هذا جبرائيل يخبرني ان هذا مقتول، وهذه التربة التي يقتل عليها، فضعيها عندك؛ فاذا صارت دما فقد قتل حبيبي.
فقالت ام سلمة: يا رسول الله، سل الله ان يدفع ذلك عنه.
قال: قد فعلت، فاوحى الله عز وجل الي ان له درجة لا ينالها احد من المخلوقين، وان له شيعة يشفعون فيشفعون، وان المهدي من ولده.. فطوبى لمن كان من اولياء الحسين، وشيعته هم والله الفائزون يوم القيامة.
تثور الحمية وتضج الغبرة لوقائع مأساوية جرى فيها على ال محمد في كربلاء ما جرى. وتتعالى نداءات التفجع مطالبة بالثأر.. او مطالبة ـ في الاقل ـ لمواساة سيد الشهداء واهله المظلومين، وهم اطهر الطهر وانجب النجابة واصفى الصفاء. هكذا يترنم الشاعر عبد الحسين شكر النجفي ترنيمة مشربة باحزان كربلاء:
البدار البدار... آل نزار
قد فنيتم بين بيض الشفار
قوموا السمر، كسروا كل غمد
نقبوا بالقتام وجه النهار
سوموا الخيل، اطلقوا عرابا
واتركوها تشق بيد القفار
طرزوا البيض من دماء الاعادي
فلقوا الهام بالضبى البتار
واسطحوامن دم على الارض ارضا
وارفعوا للسما سماء غبار
وابعثوها ضوابحا... فأمي
وسمت انف مجدكم بالصغار
سلبتكم ـ بالرغم ـ اي نفوس
البستكم ذلا مدى الاعمار
يوم جذت بالطف كل يمين
من بني غالب... وكل يسار
لا تلد هاشمية علويا
ان تركتم امية بقرار
مالاسد الشرى وغمض جفون
تركتها العدى بلا اشفار؟!
طأطئوا الروس؛ ان راس حسين
رفعوه فوق القنا الخطار
لا تذوقوا المعين، واقضوا ظمايا
بعد ظام قضى بجد الغرار
لا تمدوا لكم عن الشمس ظلا
ان في الشمس مهجة المختار
انزار... نضوا برود التهاني
فحسين على البسيطة عار
حق ان لاتكفنوا هاشميا
بعدما كفن الحسين الذاري
لاتشقوا لال فهر قبورا
فابن طه ملقى بلا اقبار
هتكوا عن نسائكم كل خدر
هذه زينب على الاكوار!
أين من اهلها بنو شيبة الحمد،
ليوث الوغى، حماة الذمار؟!
أين هم عن عقائل ماعرفن السير
كلا... ولا الهزال العواري؟!
فليسدوا رحب الفضا بالعوادي
ولهبوا طرا لاخذ الثار
وليقلوا الاعلام تخفق سودا
باياد في الطعن غير قصار
وليؤموا الى زعيم لوي
اسد الله حيدر الكرار
وليضجوا بعولمة وانتخاب
ولينادوا بذلة وانكسار:
عظم الله في بنيك لك الاجـر...
فهم في الطفوف نهب الغرار
قم اثر نقعها؛ فان حسينا
قد غداً مرتعا لبيض الشفار
حاش لله ان تغض جفونا
وباحشاك اي جذوة نار
لا، ولكنما رزايا حسين
حدبت من قراك اي فقار