جوهرة التوحيد الصفية... هو سيد الشهداء ابو عبد الله الحسين سلام الله عليه. ومزاره القدسي في كربلاء قبلة لقلوب المؤمنين الموحدين... وسيظلّ الى الابد المنارة الهادية للبشرية في حلكات الطريق.
عن أبانَ بن تغلب... قال: قال لي جعفر بن محمد (الصادق) عليه السلام: يا ابان، متى عهدك بقبر الحسين(ع)؟
قلت: لا والله يا ابن رسول الله، ما لي به عهد منذ حين.
قال: سبحان ربي العظيم وبحمده! وانت من رؤوساء الشيعة تترك الحسين لا تزوره؟!
من زار الحسين كتب الله له بكل ِّ خطوة حسنة، ومحا عنه بكل خطوة سيئة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. يا أبان بن تغلب، لقد قُتل الحسين صلوات الله عليه، فهبط على قبره سبعون الف ملك شُعث ٍ غُبْرٍ يبكون عليه وينوحون عليه الى يوم القيامة.
السيد الشريف المرتضى علم بارز من أعلام القرن الخامس. عالما ً متميزاً في بغداد كان ونقيبا ً للطالبيين. عُرف بحميته الهاشمية وغيرته على أهل البيت عليهم السلام، في حياته وفي شعره الرصين:
يا ديار الاحباب، كيف تحوَّلـت
قفاراً، ولم تكوني قِفارا؟!
ومحت عنك حادثات الليالي
ـ رغم انفي ـ الشموس والاقمارا
ورأتك العيون ليلا ً بهيما ً
بعد أن كنت للعيون نهارا
كم لياليَّ فيك - همّا ً - طوال
ولقد كُنَّ قبل ذلك قصارا!
إنّ قوما حلوك ِ دهرا ً وولوا
اوحشوا بالنوى عليكِ الديارا
زوَّدونا ما يمنع الغُمضَ للعيـن ِ،
ويُبني عن الجنوب القرارا
يا خليلي، كُن طائعا ً لي ما دُمْـتَ
خليلاً، وإن ركبتُ الخطاراً
ما أبالي فيك الحذار، فلا تخـش
ـ أذا ما رضيت عنك ـ حذاراً
عُج بأرض الطفوف عِيسك واعقلـهنَّ
فيها، ولا تجزُهُنَّ دارا
وابكي لي مُسعدا لحزني وامنحني
دموعا ً ـ إنْ كنَّ فيك ـ غِزارا
فلنا في الطفوف قتلى، ولا ذنـبَ،
سوى البغي من عِدىًً، وأسارى
لم يذوقوا الردى جُزافاً،ولكن ْ
بعد أن أكرهوا القنا والشِّفارا
وأطاروا فَراش كلِّ رؤوس ٍ
واماروا ذاك النجيع الممارا
إنّ يوم الطفوف رنَّحني حُزناً
عليكم، وما شربت عُقارا
وأذا ما ذكرت منه الذي ما
كنت انساه... ضيّق الاقطارا
ورمى بي على الهموم، والقى
حيدا ً عن تنعُّمي وازورارا
كدتُ لما رأيت إقدامهم فيـه
عليكم أن أ ُهتكَ الاستارا
وأقول الذي كتمتُ زمانا ً
وتوارى عن الحشا ما توارى
قُل لقوم بَنَوا بغير أساس ٍ
في ديار ما يملكون منارا
واستعاروا من الزمان، ومازالتْ
لياليه تستردّ ُ المُعارا:
ليس أمر غضبتموه لزاما ً،
لا ولا منزل سكنتم قرارا
قد غدرتم - كما علمتم - بقوم ٍ
لم يكن فيهم فتى غرّارا
ودعوتم منهم إليكم مجيباً
كرماًمنهم، وعُودا ً نضارا
أمنوكم فما وفيتم، وكم ذا
آمن من وفائنا الغَدّارا!
وتناسيتم ـ وما قَدُمَ العهدُ ـ
عُهودا ً معقودة وذِمارا
وهديناكم الى طرق الحقِّ
فكنتم عنها غُفولا ً حيارى
وأردتم عِزّاً عزيزا ً، فما ازدد
تم بذاك الصنيع إلا ّ صَغاراً