مستمعينا الأفاضــــل !
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات ، وكلّ المراحب بكم في هذه الجولة الأخري التي نصطحبكم من خلالها بين أرجاء الصروح الحضاريّة والعلميّة في جمهوريّة إيران الإسلاميّة والمتمثّلة في الجامعات والمعاهد والمراكز التعليميّة والعلميّة ومراكز البحوث والدراسات المنتشرة في المحافظات المختلفـــة ، ندعوكم – إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات – لمرافقتنا في جولتنا بين رحاب جامعة ابن سينا في مدينة همدان والتي سبق وان بدأناها في حلقة البرنامج الماضية من برنامجكم صروح حضاريّة ...
أحبّتنا المستمعين !
تأسس متحف التاريخ الطبيعي في جامعة ابن سينا في همدان في إطار تأمين الأهداف العلمية والتعليمية والبحثيّة والتعريف بالتاريخ الطبيعي لإيران والمناطق الأخري ، وذلك بفضل مساعي الدكتور علي إقبالي الرئيس الأسبق لمدرسة الزراعة العليل في همدان ، عام ۱۹۷۳ ، في مبني تبلغ مساحته ستين متراً مربّعاً ، ولكنه مالبث أن طرأت عليه الكثير من عمليات التطوير و التوسيع حتي نهاية العام ۲۰۰۱ م .
ولاشك في أن الاكتشافات العالميّة وبعض النماذج الفريدة من نوعها والنماذج الأخري الموجودة في هذا المتحف ، هي حصيلة مؤسس المتحف ومسؤوليه و مجموعة كبيرة من الباحثين و طلّاب العلم والطلبة الجامعيين حيث تولّوا إعداد هذه المجموعة النادرة والنفيس علي مرّ السنين و من خلال البحث وعمليّات التنقيب في أقصي مناطق إيران .
ويضم هذا المتحف ست قاعات تشتمل علي قاعات أنواع الصدف والمرجان و الفراشات والحشرات و الثدييات والطيور و الأحياء المائيّة و الزواحف والاكتشافات المتعلّقة بطبقات الأرض .
مستمعينا الأكارم !
مازلتم معنا عبر برنامج صروح حضاريّة وجولتنا ماتزال مستمرّة بين أرجاء جامعة ابن سينا في محافظة همدان ....
تمّ في عام ۲۰۱٥م افتتاح أول تلسكوب ( مِرقَب ) تعليمي وبحثي في كلية العلوم الأساسيّة في هذه الجامعة . ويشتمل هذا المرقب التعليمي – البحثي المسمّي بـ اسبروغراف إسكاي واتشر علي فوّهة بقطر ۲٥۰ مليمتراً و نسبة تركيز تبلغ ٤ و بإمكانه التكبير بمامقداره ٥۰۰ مرّة و قدرة فائقة علي الفصل .
ورغم الوزن القليل والمناسب لهذا المرقب إلا أنه يتمتّع بقدرة فائقة علي تصوير النجوم حيث تعدّ هذه الميزة متناسبة للغاية مع الأعمال البحثيّة مثل تصوير عمق السماء و القياسات الثنائيّة للضوء وغير ذلك . كما تمّ تجهيز هذا المرقب بمقر استوائي ذكيّ مع إمكانيّة الاتصال بالحاسوب وهو مثبّت الآن علي قاعدة من الإسمنت المسلّح .
تضمّ باحة جامعة ابن سينا ٤۱۲ بحيرة صناعيّة في غاية الجمال حيث أضفت جمالاً و مظهراً من نوع خاص علي باحة هذه الجامعة .
وتستضيف جامعة ابن سينا في همدان اليوم ۱۳ من الطلّاب غير الإيرانيين من سوريا واليمن وفلسطين والبحرين في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ومن المقرّر أن يزداد عدد الطلبة الأجانب في هذه الجامعة من خلال افتتاح فرع دولي مستقل وتحويل هذه الجامعة إلي جامعة دوليّة .
مستمعينا الأطايب !
ويعدّ السيّد محمد نظام من بين أولئك الطلّاب . ويلغ من العمر ۲۲ عاماً وقد قدم من سوريا إلي إيران منذ ثلاث سنوات كي يواصل دراسته في جامعة ابن سينا في همدان في فرع هندسة الحاسوب .
ويرجع محمد نظام سبب اختياره لإيران لمواصلة دراسته إلي العلاقات الدبلوماسيّة الوثيقة التي تربط سوريا بإيران و يؤكّد أن الشعبين الإيراني والسوري يجمعهما دين مشترك وثقافة متقاربة . كما أنه كان قد اكتسب من قبل معلومات حول تاريخ إيران وحضارتها حيث بادر إلي استغلال فرصة الدراسة في إيران حينما توفّرت له .
ويعبّر الطالب محمّد نظام عن أن إيران تتمتّع بالكثير من الخصوصيّات والمزايا ومنها توفّر الأمن والاستقرار فيها فضلاً عن مناخها الجميل والمعتدل وخاصة الطقس في محافظة همدان .
ويصرّح هذا الطالب بأن جمهوريّة إيران الإسلاميّة تتمتّع بإمكانيّات تعليميّة ممتازة لمواصلة الدراسة وأن مستواها العلمي مرموق للغاية . وهو يتحدّث عن الإمكانيات التعليميّة والسكنيّة والترفيهيّة في جامعة ابن سينا في همدان ويؤكّد أن قسم علوم الحاسوب الذي يدرس فيه يضم عدداً كبيراً من أعضاء الهيئة التدريسية والذين تخرّجوا من أفضل جامعات إيران والعالم .
وهو يعبّر عن رضاه وارتياحه فيما يتعلّق بجودة الأقسام الداخليّة وأسلوب التدريس في الجامعة و يصرّح بأن معظم الوحدات الدراسيّة يتمّ تدريسها بشكل نظري كما يتم تدريس البعض الآخر منها للطلّاب بشكل عملي مثل البرمجة . و يذكر الطالب محمد نظام أن المستوي العلمي لجامعة ابن سينا في همدان مرموق للغاية مقارنة مع الجامعات التي يعرفها .
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
حتي نجدّد اللقاء بحضراتكم عند صرح علمي آخر عبر برنامجكم صروح حضاريّة ، لايسعنا إلّا أن نتقدّم لكم بالشكر والتقدير علي طيب متابعتكم لنا ، نترككم في رعاية الله ، وإلي الملتقي ...