أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليه السلام وذكر الكفعمي في بعض الأئمة عليهم السلام أن بوابه رشيد الهجري.
وفي الخلاصة مشكور وفي الوجيزة والبلغة ثقة وفي التعليقة اعترض بان غاية ما ذكر فيه أنه مشكور والقي إليه علم البلايا والمنايا.
ويظهر مما رواه الكشي في حقه انه من اصحاب علي ابن ابي طالب عليه السلام.
وعن أمالي الشيخ عن المفيد بسنده الى أبي حسان العجلي قال: لقيت امة الله بنت رشيد الهجري فقلت لها اخبريني بما سمعت اباك قالت سمعته يقول:
قال حبيبي أمير المؤمنين عليه السلام: يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل اليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك فقلت يا أمير المؤمنين أ يكون آخر ذلك إلى الجنة قال نعم يا رشيد وأنت معي في الدنيا والآخرة قالت فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه الدعي عبيد الله بن زياد فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام فابى أن يبرأ منه فقال له ابن زياد فباي ميتة أخبرك صاحبك أنك تموت قال أخبرني خليلي إنك تدعوني إلى البراءة فلا أبرأ فتعذبني فتقطع يدي ورجلي ولساني فقال والله لأكذبن صاحبك قوموا فاقطعوا يديه ورجليه واتركوه فقطعوه وحملوه إلى منزلنا ثم دخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجعون له فقال إئتوني بدواة وصحيفة أذكر لكم ما يكون مما علمنيه مولاي أمير المؤمنين فبلغ ذلك ابن زياد فارسل إليه الحجام حتى قطع لسانه فمات من ليلته تلك وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسميه رشيد المبتلى وكان قد ألقى إليه علم المنايا والبلايا وكان يلقى الرجل فيقول له تقتل قتله كذا فيكون الأمر كما قال.
خرج أمير المؤمنين عليه السلام يوما إلى بستان البرني ومعه أصحابه فجلس تحت نخلة ثم أمر بنخلة فقطعت فانزل منها رطب فوضع بين أيديهم فقال رشيد الهجري يا أمير المؤمنين ما أطيب هذا الرطب فقال يا رشيد أما انك تصلب على جذعها قال رشيد فكنت اختلف إليها طرفي النهار أسقيها ومضى أمير المؤمنين عليه السلام فجئتها يوما وقد قطع سعفها قلت اقترب أجلي ثم جئت يوما فجاء العريف فقال أجب الأمير فاتيته فلما دخلت القصر إذا خشب ملقى ثم جئت يوما آخر فاذا النصف قد جعل زرنوقا يستقي عليه الماء فقلت ما كذبني خليلي فاتاني العريف فقال أجب الأمير فاتيته فلما دخلت القصر إذا الخشب ملقى وإذا فيه الزرنوق فجئت حتى ضربت الزرنوق برجلي ثم قلت لك غذيت ولي أنبت ثم أدخلت على عبيد الله بن زياد قال هات من كذب صاحبك فقلت والله ما أنا بكذاب ولا هو وقد أخبرني إنك تقطع يدي ورجلي ولساني فقال إذا والله نكذبه إقطعوا يده ورجله وأخرجوه فلما حمله أهله أقبل يحدث الناس بالعظائم وهو أيها الناس فان للقوم عندي طلبة لما يقضوها فدخل رجل على ابن زياد فقال له ما صنعت قطعت يده ورجله وهو يحدث الناس بالعظائم ثم قال ردوه وقد إنتهى الى بابه فرده فامر بقطع يديه ورجليه ولسانه وأمر بصلبه وقد سبق له مع حبيب بن مظاهر مدح.
وفي الروايات الواردة في اسحاق بن عمار أن رشيد الهجري كان مستضعفا وكان عنده علم المنايا وفي منهج المقال لعل معناه لا ينافي ما مدح به هاهنا بان يراد به المستضعف في قومه في علمه لأن علمه مقصور على بعض الأشياء والله أعلم.
قال وروى محمد بن موسى العنزي قال كان مالك بن ضمرة الرؤاسي من أصحاب علي عليه السلام وممن إستبطن من جهته علما كثيرا وكان أيضا قد صحب أبا ذر فاخذ من علمه وكان يقول في أيام بني أمية اللهم لا تجعلني أشقى الثلاثة فيقال له وما الثلاثة فيقول رجل يرمى من فوق طمار ورجل تقطع يداه ورجلاه ولسانه ورجل يصلب ورجل يموت على فراشه فكان من الناس من يهزأ به ويقول هذا من أكاذيب أبي تراب وكان الذي رمي به من فوق طمار هاني بن عروة والذي قطع وصلب رشيد الهجري ومات مالك على فراشه.
وقال المفيد في الارشاد عند ذكر الأخبار عن الغيوب المحفوظة عن أمير المؤمنين(ع) وذكره شائع الرواية بين العلماء مستفيضة فمن ذلك ما رواه ابن عباس عن مجالد عن الشعبي عن زياد بن النضر الحارثي كنت عند زياد إذ أتي برشيد الهجري فقال له زياد ما قال لك صاحبك ـ يعني عليا ـ إنا فاعلون بك قال تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني فقال زياد أما والله لأكذبن حديثه خلوا سبيله فلما أراد أن يخرج قال زياد والله ما نجد له شيئا سرا مما قال له صاحبه إقطعوا يديه ورجليه واصلبوه فقال رشيد هيهات قد بقي لي عندكم شيء أخبرني به أمير المؤمنين عليه السلام فقال زياد إقطعوا لسانه فقال رشيد الآن والله جاء تصديق خبر أمير المؤمنين عليه السلام قال المفيد وهذا الخبر قد نقله المؤلف والمخالف عن ثقاتهم عمن سمينا وإشتهر أمره عند علماء الجميع.
*******
المصدر: اعيان الشيعة ج ۷ (ص) ٦ - السيد محمد الأمين.
موقع http://www.imamalinet.net.