يقول الامام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه عن أحزان اهل البيت الكربلائية:
كان أبي اذا دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكا ً، وكانت الكآبة تغلب عليه... حتى يمضي منه عشرة أيام. فأذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قُتل فيه الحسين صلى الله عليه.
شاعر الثكل والرثاء السيد حيدر الحلي تتفجرّ في داخله عاطفة مقدسة. أنها مآسي آل محمد في كربلاء هي التي أثارت فيه الحمية واللوعة والشجن... فإذا هو يخاطب حفيد سيّد الشهداء الامام المهدي الموعود صلوات ليبدأ حركته الكبرى المذخورة للثأر الالهي المحتوم:
مات التصبُّرُ بانتضارك
أيها المحيي الشريعة
فانهض، فما أبقى التحمُّلُ
غير أحشاء جزوعه
فالسيف، إنّ به شِفاء
قلوب شيعتك الوجيعة
كم ذا القعود ودينكم
هُدمت قواعده الرفيعة؟!
فيه تحكّم من أباح
اليوم حرمته المنيعة
فاشحذ شبا عضب ٍ له
الارواح ُ مذعنة مطيعة
واطلب به بدم القتيـل ِ
بكربلا في خير شيعة
ماذا يهيجُك إن صَبَرتَ
لوقعة الطفِّ الفضيعة؟!
أترى تجئ فجيعة
بأمضَّ من تلك الفجيعة؟!
حيث الحسين على الثرى
خيلُ العدى طحنت ضُلوعه
قتلته آل أمية ٍ
ظام ٍ الى جنب الشريعة
ورضيعه بدم الوريـدٍ
مُخضَّب، فاطلبْ رضيعه
ما ذنب أهل البيت حتىّ
منهمُ أخلوا رُبوعه؟!
تركوهم شتى مصارعُهم، وأجمعُها فضيعة:
فمغيَّب كالبدر تنـتظرُ
الورى شوقا ً طلوعه
ومكابد للسم ِّ قد
سُقيت حُشاشته نقيعة
ومضرَّج بالسيف آثر
عزَّه وأبى خضوعه
ومصفَّد لله سلمَ
أمر ما قاسى جميعه
وسبية، باتت بأفـعى
الهمِّ مهجتها لسيعة
سُلبت، وما سلبت مما
مدَ عِزِّها الغُرَّ البديعة
تدعو، ومن تدعو وتلـكَ
كُفاةُ دعوتها صريعة؟!
واها ً عرانين العلى
عادت انوفكم جديعة
ما هزّ أضلعكم حِداءُ
القوم بالعيس الضليعة!
حملت ودائعكم الى
من ليس يعرف مالوديعة
يا ضلَّ سعيك أمّة ً
لم تشكر الهادي صنيعه
أأضعت حافظ َ دينه ِ
وحفظت ِ جاهلة ً مُضيعه؟!
آل الرسالة لم تزل
كبدي لرُزؤكم صديعة