إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات في كلّ مكان !
نحيّيكم أجمل تحية ، ونبعث لحضراتكم خالص أمنياتنا القلبيّة ونحن نعاود اللقاء بكم عبر جولة أخري بين الجامعات والمراكز العلمية في جمهورية إيران الإسلاميّة، حيث سنواصل جولتنا في حلقتنا لهذا الأسبوع بين أرجاء جامعة فردوسي في مدينة مشهد المقدّسة ، ندعوكم للمتابعــــة ...
أعزّتنا المستمعين !
تعتبر جامعة فردوسي اليوم الجامعة الثالثة علي مستوي إيران من حيث القِدَم بعد جامعتي طهران وتبريز ، وهي تجتاز الآن السنة السادسة والستّين من نشاطها . واستناداً إلي التوقّعات ، فإن هذه الجامعة ستغدو في العام ۲۰۲۰ إحدي أفضل جامعتين في البلاد علي صعيد الإنتاج العلمي والتنظير و التطور التقني . كما تشير هذه التوقعات إلي أن جامعة فردوسي ستحتل مكانة مرموقة بين الجامعات العشر الأوائل في العالم الإسلامي كما ستأخذ مكانتها كجامعة ذات هويّة إسلامية - إيرانيّة بين ٥۰۰ جامعة ممتازة في العالم . وتعتبر هذه الجامعة اليوم من أفضل جامعات البلاد'>جامعات البلاد وأكبر مركز للتعليم العالي في شمالي شرق إيران لأنها تضم اثنتي عشرة كلية و ثمانية وثلاثين مركزاً للبحوث وسبعة أقطاب علمية و ۸۰۰ عضو في هيئتها التدريسية التي يشكّل الأساتذة المساعدون والأساتذة ٥۰ % منها ، كما تضم أكثر من ۲٤ ألف طالب ( ۱۱٦۰٦ في مرحلة البكالوريوس و ۸۳۲۹ في الماجستير و ٤۲٤۸ في مرحلة الدكتوراه التخصصيّة ) و ۱۷۰۰ خبير وموظّف .
وقد درس في هذه الجامعة وقام بالتدريس فيها أشخاص كفوؤون وشخصيات بارزة و معروفة علي الدوام من مثل الأستاذ تقي فاطمي ( رائد الرياضيات في إيران في القرن الحالي ) والدكتور غلام حسين يوسفي ( الأستاذ البارز في الأدب الفارسي ) ، والأستاذ حسين رزمجو ( رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو في إيران) و الأستاذ جلال الدين آشتياني ( الأستاذ البارز في الفلسفة الإسلامية ) والدكتور محمد تقي عدالتي شعر باف ( مؤسس قسم الفلك في كلية العلوم ) وغيرهم .
وتحمل جامعة الفردوسي الكثيرَ من المفاخر الوطنية والدوليّة ، ومنها : تصنيف هذه الجامعة باعتبارها في قائمة الجامعات المؤثرة في العالم والتي تبلغ نسبتها ۱% وذلك في العام ۲۰۱٥ ، و تصنيف اثنين من أعضاء الهيئة التدريسية في هذه الجامعة في عداد النسبة الأفضل والبالغة ۱% من العلماء والنخب العلمية في العالم في عام ۲۰۱٥ ، و نيل الرتبة الوطنية الثانية علي مستوي الانترنت استناداً إلي تصنيف مؤسسة سايماغو الدولية في العام ۲۰۱٤ ، و الحصول علي الرتبة الثالثة في إيران والخامسة والتسعين في آسيا علي أساس نظام التصنيف المعتمد لدي منظمة ICU سنة ۲۰۱٥ ، و نيل الرتبة الرابعة في المسابقات الطلّابية ACM في غرب آسيا سنة ۲۰۱۲ ، و نيل المرتبة الأولي في الألمبياد الدولي للكيمياء في العام ۲۰۱٤ ، و تواجُد مقالات أحد أعضاء الهيئة التدريسية لجامعة الفردوسي باعتبارها أكثر المقالات التي تمّ الاستناد إليها في ISC للعام ۲۰۱۲ وما إلي ذلك من مفاخر وإنجازات .
مستمعينا الأطايب !
وتفيد آخر الإحصائيّات بأن ۲٤٥٦۲ طالباً كانوا يدرسون في ۲۰۱٥ في كليات جامعة الفردوسي وفروعها حيث يتوزع العدد الأكبر من هؤلاء الطلّاب حسب الترتيب في كلّ من الهندسة الميكانيكية و الكيمياء والشريعة الإسلامية وعلوم القرآن والحديث واللغة والأدب الفارسي وهندسة الحاسوب و البرمجيّات وكذلك في فرع الهندسة الصناعية وعلم النفس العام واللغة والأدب الانجليزي .
وقد أدّت أهمية جامعة الفردوسي ودرجتها العلمية المرموقة و مجاورتها لحرم الإمام الرضا (ع) ، الإمامِ الثامن للشيعة ، إلي اجتذاب الكثير الطلّاب غير الإيرانيين والمسلمين بشكل خاص للدراسة في هذه الجامعة ، بحيث يبلغ عدد الطلاب غير الإيرانيين الدارسين في هذه الجامعة في العام ۲۰۱٥ ، ۱۰۲۱ طالباً في كليات جامعة الفردوسي بمشهد . و يتركز أولئك الطلبة في فروع الهندسة المعماريّة ، والعلوم السياسية ، والعلوم الاقتصاديّة – الاقتصاد التجاري ، و الجيولوجيا، والقانون، والمحاسبة،واللغة والأدب الفارسي،والهندسة الكهربائيّة،واللغة والأدب العربي.
ومعظم هؤلاء الطلّاب هم من البلدان المسلمة المجاورة والبلدان الآسيويّة مثل أفغانستان ، وطاجيكستان ، والعراق ، وسورية ، وآذربايجان ، واليمن ، وباكستان، وتركمانستان ، وكوريا الجنوبيّة و غيرها . ويبلغ عدد الطلاب الأجانب المنشغلين بالدراسة في مرحلة الدكتوراه خمسين طالباً ، واثنين في مرحلة الدكتوراه المهنيّة ، و٥۰۸ في مرحلة الماجستير و ٤٦۱ في مرحلة البكالوريوس . كما تضم كلية الهندسة في هذه الجامعة العددَ الأكبر من الطلبة غير الإيرانيين .
مستمعينا الأكارم !
يعتبر الطالب الباكستاني محمد عرفان مقصود والذي قدم إلي إيران عام ۲۰۱۱ لمواصلة دراسته في فرع البيولوجيا الخلوية والجزيئيّة في مرحلة الدكتوراه . وقد اجتاز مرحلة الماجستير في بلده في فرع المعلوماتية الحيوية الجزيئية في جامعة لاهور ومرحلة البكالوريوس في فرع العلوم السياسية في جامعة البنجاب ، وهو يري أن سبب اختياره لإيران وخاصة جامعة الفردوسي بمشهد من أجل مواصلة الدراسة ، يعود إلي الفترة التي بادرت فيها البلدان المسلمة إلي تبادل الطلبة بين جامعاتها . كما أدّت رغبته في الدراسة في فرع الخلايا الجذعيّة وخاصة الخلايا البشرية ، إلي أن يختار جامعة الفردوسي بمشهد لكي تتاح له الدراسة في إيران .
ويري عرفان مقصود أن معهد رويان في الدرجة الأولي ثم جامعة الفردوسي هما الأفضل علي مستوي إيران في النشاطات البحثية في مجال الخلايا الجذعية ، ولأن الطلّاب غير الإيرانيين لا يتم قبولهم في معهد رويان ، فقد اختار جامعة الفردوسي .
والسبب الآخر الذي دفع عرفان إلي هذا الاختيار ، هو وجود مدينة مشهد المقدّسة كي يتيح له ذلك زيارة الإمام الرضا عليه السلام . ويري عرفان أن من الامتيازات الأخري لجامعة الفردوسي في مشهد ، تمكّن أساتذتها من اللغة الإنجليزية و المستوي العلمي المرموق لهؤلاء الأساتذة ، ويؤكد أن هذه الجامعة تتمتع بالكثير من القدرات والإمكانيّات والتي من شأنها أن تطرحها علي الصعيد الدولي .
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
علي أمل أن تكونوا قد قضيتم معنا أوقاتاً ملؤها الفائدة والمتعة عبر برنامجكم صروح حضارية ، نترككم في رعاية الله برجاء تجديد اللقاء بكم في جولتنا القادمة بين الصروح الحضاريّة والعلمية في جمهورية إيران الإسلاميّة .