البث المباشر

جامعــــة إعداد المدرّسين

السبت 21 سبتمبر 2019 - 08:22 بتوقيت طهران

 

مستمعينا الأفاضل ، سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته وكلّ المراحب بكم في محطّة أخري تجمعنا بكم عبر الصروح الحضاريّة والعلميّة في جمهورية إيران الإسلاميّة حيث سنجول في هذه الحلقة من البرنامج بين أرجاء صرح علمي آخر يتمثّل في جامعة إعداد المدرّسين وتاريخها وأقسامها وإسهاماتها في رفد الحركة العلميّة ، تابعونـــا ....
أعزّتنا المستمعين !
تأسّست جامعة إعداد المدرّسين باعتبارها الجامعة المتخصّصة الوحيدة في الدراسات العليا بإيران في العام ۱۹۸۲م ، بأمر من مؤسس جمهوريّة إيران الإسلاميّة ، الإمام الخميني ( رحمه الله ) ، بهدف إعداد أساتذة ملتزمين للجامعات ومراكز التعليم العالي في البلد في إطار تحقيق أهداف الثورة الثقافيّة .
ويعود تاريخ تأسيس جامعة إعداد المدرّسين إلي العام ۱۹۸۱ ، و تمّت المصادقة علي نظامها الداخلي باسم مدرسة إعداد المدرّسين من قبل لجنة الثورة الثقافية في جمهورية إيران الإسلاميّة . وقد بدأ النشاط الرسمي لهذه الجامعة عام ۱۹۸۲ بقبول الطلبة في بعض فروع العلوم الإنسانيّة ثم تمّت في سنة ۱۹۸۳ إضافةُ قبول الطلّاب في بعض من العلوم التجريبية إلي برنامج قبول جامعة إعداد المدرّسين حيث استمرت هذه العمليّة في الفروع الأخري .
وتعتبر سنة ۱۹۸٦ منعطفاً في تاريخ تأسيس هذه الجامعة ، ففي هذه السنة ، تمّ إكمال النظام الداخلي الأوّلي لمدرسة إعداد المدرّسين في الاجتماع الثمانين للمجلس الأعلي للثورة الثقافيّة وتغيّر اسمها منذ ذلك الحين إلي جامعة إعداد المدرّسين . وقد استطاعت هذه الجامعة بفضل جهود المسؤولين الحثيثة بلوغَ مراتب علمية عليا في داخل إيران والمنطقة .
ومنذ بدء النشاطات التعليمية لجامعة إعداد المدرّسين وحتي اليوم ، كان يدرس ويدرّس في هذه الجامعة دوماً أشخاص كفوؤون وشخصيات بارزة ومعروفة .
مستمعينا الأطايب !
ويعدّ المرحوم الدكتور حسين شكوئي ، عالم الجغرافيا المعروف ، أحد الأساتذة البارزين في جامعة إعداد المدرّسين . وقد كان خرّيج فرع الدكتوراه التخصصية في الجغرافيا البشريّة بجامعة إعداد المدرّسين ، ويمكن اعتباره في عداد أول المؤسسين لدورة الدكتوراه في فرع الجغرافيا في جامعة إعداد المدرّسين .
وقد اختير الدكتور شكوئي طيلة نشاطه العلمي كأستاذ نموذجي ، كما اعتبرت الكتب التي ألّفها كتب السنة المختارة في جمهورية إيران الإسلاميّة . وقد كان له تأثير عميق علي علم الجغرافيا من عدّة نواح من جملتها تعزيز وترسيخ الفكر الفلسفي في الجغرافيا ، وتقديم جغرافيا بشريّة النزعة ، وتطبيق التركيبة الحديثة لعلم الجغرافيا عن طريق إيجاد البني الإداريّة والتخطيط . 
وقد كان الدكتور حسين شكوئي من أهم روّاد تحديث علم الجغرافيا في إيران ومن الناشطين في مجال نقل علم الجغرافيا من الكلاسيكية إلي الحداثة وما بعدها . وكان يتولّي الدور الرئيس في إيجاد القاعدة القانونية وإيجاد البنية و عوامل التنفيذ في هذا التحوّل ، إلي درجة بحيث يمكننا القول إن جغرافيا إيران ستظلّ للأبد مدينة لهذا العالم الجليل . 
كما يعدّ المرحوم الدكتور صادق آئينه وند واحداً آخر من الأساتذة الأجلّاء في جامعة إعداد المدرّسين . وقد تخرّج من فرع التاريخ الإسلامي بدرجة الدكتوراه وتولي لفترات طويلة رئاسة كلية العلوم الإنسانيّة وجامعة إعداد المدرّسين . وللدكتور آئينه وند ست وتسعون مقالة وثلاثة وثلاثون كتاباً وكان من الأساتذة النموذجيين علي مستوي إيران .
مستمعينا الأفاضل !
تضمّ جامعة إعداد المدرّسين سبع عشرة كلية و أربعة مراكز للبحوث والدراسات و أربعة أقطاب علمية و حديقة للعلم والتقنيات ومركز لإيجاد فرص العمل ، وهي الجامعة الوحيدة التي تخضع كلية الطب فيها لإشراف مباشر من قبل وزارة التعليم العالي ، في حين أن كليات الطب في الجامعات الإيرانيّة الأخري تخضع لإشراف وزارة الصحة و التعليم الطبّي .
وتقع كلّ كليات جامعة إعداد المدرّسين ضمن مجموعة هذه الجامعة ومقرها في مركز مدينة طهران . وتمثّل بوّابة جامعة إعداد المدرّسين التي أزيح الستار عنها عام ۲۰۰۹ ، رمزاً بارزاً لمدخل قصر المدائن في طيسفون حيث كان جمال العمارة القوسية لهذا القصر محط اهتمام المعماريين الإيرانيين والأجانب لسنوات متوالية . وهذا التصميم مقتبس من الطراز المعماري الإيراني – الإسلامي و يستدعي إلي الأذهان الأجواء العلميّة وطلب العلم . وذلك لأنه مستلهم من الكتاب الذي هو رمز العلم حيث تمّ تصميمه علي شكل كتاب . 
ومن جهة أخري ، فإن استخدام الواجهة الآجريّة و القوس السهمي في مدخل البناء ، مستلهم من العمارة الإيرانيّة . كما تمّ تزيين العقد وجانبيه بالقاشاني والنقوش الإسلامية . ويبلغ ارتفاع هذه البوّابة من الجوانب ۱۲،۳۰ متراً وفي الوسط ۱۱،۸۰ متراً وتتكوّن من أربع طبقات . ويبلغ طول البناء ثلاثة وعشرين متراً وعرضه في أعرض نقطة ۸،۹۰ أمتار حيث يبلغ في أقل نقطة ( مركز البناء ) خمسة أمتار .
وقد تمّ الإعلان عن مسابقة لاختيار أفضل تصميم لبوّابة جامعة إعداد المدرّسين عام ۲۰۰۸ م من قبل هذه الجامعة وبعد تقديم التصاميم المختلفة و مداولات هيئة التحكيم بهذا الصدد ، وقع الاختيار علي تصميم المهندسين رضا عبادي رجلي و سارا مجديباعتباره التصميم الأفضل .
واستناداً إلي آخر معايير التصنيف الجامعي OIC ، فقد تمكّنت هذه الجامعة أن تكون من بين الجامعات العشر الأفضل بين ۱۷۰۰ جامعة في العالم الإسلامي وأن تستأثر دوماً من بين الجامعات الإيرانية بالرتبتين الأولي وحتي الثالثة من حيث المستوي التعليمي والبحثي ؛ حيث يعدّ الحصول علي مثل هذه الرتبة في التنافس مع جامعات يبلغ تاريخها سبعين عاماً ، نجاحاً كبيراً بالنسبة إلي جامعة لا يتجاوز عمرها ثلاثة وثلاثين عاماً وتعتبر وليدة ثورة إيران الإسلاميّة . وبذلك فإن هذه الجامعة تمثّل رمزاً لقدرة وإرادة الشعب الإيراني من أجل بلوغ قمم المفاخر العلميّة.
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
كونوا في انتظارنا في حلقة برنامجكم صروح حضاريّة المقبلة حيث سترافقوننا لاستكمال جولتنا بين أروقة جامعة إعداد المدرّسين في طهران و أقسامها وكلياتها المختلفة ، حتّي ذلك الحين تقبّلوا منّا خالص الشكر والتقدير علي طيب متابعتكم ، وإلي الملتقي .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة