وقال السيد احمد الصافي اليوم الجمعة (20 /9 /2019) ان لدى الشاب طاقات عقلية وبدنية لابد ان يربيها ويحيطها بعناية خاصة كونها تساهم باستكمال بناء شخصيته، مبينا ان الزمن اذا ذهب لا يعود ولا توجد هنالك قدرة على استعادته ولا توجد كذلك فرصة للتعويض حتى وان بذل جهدا مضاعفا.
واضاف ان على الشاب ان ل ايفرط بالوقت ويكون دائما في حالة يقظة، كما من الضرورة ان يتعلم ويتأمل ليحدد ما يريد بعيدا عن الضبابية، لافتا الى ان الشاب في هذه المرحلة العمرية قد لايستطيع ان يحدد ما يفيد وما يضر ويحتاج الى موجه ليتعلم وهذه الحالة صحية للشاب وسيكون عمره اكبر من سنه.
واشار الى ان عملية الاستهداف وخط الباطل والاختبار والفتنة موجودة على طول الزمن فنجدها تارة تقوى وتشتد وتارة تفتر، وحصة الشباب من الاستهداف كانت كبيرة على طول الازمنة لان الشاب لازالت تجربته يانعة وقليلة ويمكن اصطياده بسهولة، لافتا الى ان الشاب المحصن والواعي والقوي قادرا على اسقاط جميع ذلك.
وبين ان الشباب في واقعة الطف كالقاسم وعلي الاكبر والعباس عليهم السلام كانوا على درجة كبيرة من الوعي، فالمعركة امامهم طاحنة والموت مؤكد، مشيرا الى ان التاريخ كان بخيلا وليس فيه ثراء ولم يحدثنا كثيرا عن علاقة الامام الحسين بالقاسم وولده علي الاكبر والعباس واخوته عليهم السلام، وماذا صنع الامام الحسين عليه السلام مع القاسم قبل المجيئ الى كربلاء وكيف كان يدخل عليه ويتكلم معه، وكذلك كيف كان يتصرف مع ولده علي الاكبر الذي قضى معه (28) عاما، خصوصا انه كان يقول عنه ان يشبه جده رسول الله (صلى الله عليه واله) خلقا وخُلقا ومنطقا، وكذلك كيف كان يتعامل مع العباس واخوته وماهي المعلومات التي اكتسبها منه.
واكد ان الحالة العفوية والايمانية التي صدرت من هؤلاء تجاه سيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء تدل على وجود عملا دؤوبا وعلاقة خاصة، لافتا الى الحرص الذي صدر من الرواة او الائمة عليهم السلام في يوم عاشوراء في تبيان بعض الجزئيات كعدم خوف القاسم وانه لم يرتجف مطلقا رغم صغر سنه وكذلك علي الاكبر لم يكن لديه اي طموح بان يعيش سنوات اكثر او ان العباس عليه السلام عرض عليه الامان الا انه رفض ذلك وصور اخرى.
ودعا الى ضرورة الرجوع بالمخيلة الى واقعة الطف وتخيل هذا الجيش العرمرم والاعداد الكبيرة التي تفوق بكثير جيش الامام الحسين عليه السلام، والمصير القتل لامحالة، لافتا الى ان الامام الحسين عليه السلام لم يطمئن احدا بل كان يؤكد على ضرورة الاستعداد للموت، الى جانب تبيانه للتكليف المستقبلي للسيدة زينب عليها السلام وولده الامام زين العابدين عليه السلام بعد ان اخبرهم بان العلاقة بالابدان ستنتهي صبيحة يوم عاشوراء، مشيرا الى ان هؤلاء الفتية رغم كل ذلك انقادوا للامام الحسين عليه السلام وابلوا بلاء حسنا.
واستدرك في حديثه ان هؤلاء الشباب رباهم الامام الحسين عليه السلام واعطاهم حالة من الادراك والوعي، مستشهدا بحديث الامام الصادق عليه السلام ( كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة) اي انه لم يكن شخصا عاديا، فضلا عن ما نقله التاريخ بان العباس عليه السلام شارك بعشرات المعارك ولم يهتز مطلقا وكذلك بالنسبة لعلي الاكبر والقاسم عليهم السلام.
واوضح ان هؤلاء الشباب الذين هم على بصيرة من امرهم لم ينصروا الامام الحسين عليه السلام فقط ، بل اصبحوا قدوة حتى للمسنين، واصبحوا يقرنون مع سيد الشهداء عليه السلام لانهم صنعوا تاريخا يفخر به الجميع باستثناء من كان مريضا.
ودعا في ختام خطبته الى ضررة الاهتمام بتربية الشباب وتنميتهم لتكون عقولهم اكثر عطاء من الاعمار الزمنية، مجددا تأكيده على ضرورة التأمل بواقعة الطف وقرائتها بشكل مكرر، لافتا الى ان هذه الواقعة كلما تقرأ في كل عام كأنما تقرأ لأول مرة ويكتشف فيها اشياء جديدة.