جابر بن عبد الله الانصاري ممن يفتخر بهم تاريخ الجهاد في الاسلام وايضاً نرجع الى الوراء ابوه عبد الله من شهداء الاسلام يوم احد وهذا جابر كان مع النبي في ثمانية عشر غزوة وجابر بن عبد الله الانصاري هو آخر من توفي من اصحاب العقبة، قضية العقبة معروفة ثم بعد النبي عاصر الامام علي، عاصر الحسن، الحسين، الامام السجاد والامام الباقر وتوفي في عهد الامام الباقر وطبعاً كان مسناً، عائلته عائلة مسنة، ابوه عاش مئتين سنة ولذلك هو يوم من الايام يسأل النبي: يا رسول الله كم اعيش في هذه الدنيا؟
فقال له النبي: بالكناية طبعاً والاعمار بيد الله والاجال الله اخفاها والاجال تلعب بها الاعمال، تقدمها وتؤخرها، الاعمال الحسنة تؤخرها، صلة الرحم تؤخر الاجل، نعوذ بالله قطيعة الرحم تقدم الاجل كمثال اقول، فلما يقول: يا رسول الله كم اعيش في هذه الدنيا؟
النبي قال كناية: "ستبقى حتى تلقى لي ولداً من الحسين اسمه اسمي، شمائله شمائلي يبقر العلم بقراً فأذا لقيته بلغه سلامي"، الروايات تقول ان جابراً في اواخر حياته فقد بصره وكان يجلس في مسجد النبي ويصيح ايها الناس يعني هذه حجة علي وعلى كل انسان مسلم انه حتى اذا كف بصره لا يسقط التكليف عنه ويستطيع ان يؤدي خدمة لدينه، خدمة للحق، خدمة لأهل البيت، يا اخي هو مكفوف البصر جالساً في المسجد النبوي يصيح: "ايها الناس علموا اولادكم حب علي فقد كنا نختبر الولد الحلال بحب علي"، النبي كان يصيح يا علي لا يحبك الا ولد حلال وكان في المسجد يصيح يا باقر العلم وهؤلاء لا يعرفون ماذا يقصد ولا يدرون مافي نفسه فيقولون هذا الرجل خرف او وضعه غير متوازن وهو يقول: لا والله سمعت رسول الله قال ستلقى لي ولداً من الحسين ويروي لهم، ففي يوم من الايام بشكل عفوي يمر صبيان ومعهم الباقر (عليه السلام) وهو صبي في بدايات عمره ومعه اقرانه فسمع جابر صوته فصاح من هذا الغلام؟
اقترب منه الباقر (عليه السلام)، فقال اقبل فأقبل، ادبر فأدبر فلمس من الحركات بعض الشيء فسأله ما اسمك؟
قال: انا محمد، لقبك؟
قال الباقر: ابن من؟
قال ابن الامام علي بن الحسين واذا جابر شب بوجه الباقر، فرح مسروراً وقال يا بني جدك رسول الله يقرأك السلام، فجاء الى والده زين العابدين فشرح له ذلك الامام (سلام الله عليه) وطلب من جابر عدم نشر هذا المعنى لأن كانت السلطة الاموية تستهدف اهل البيت وتريد القضاء عليهم، رأينا في كربلاء قتلوا الصغير والكبير وحتى ابن الستة اشهر قتلوه كله لأخلاء الارض من الامام والامامة وطبعاً هذه الحادثة ان جابر يلتقي بالباقر (عليه السلام) هذه ترويها الروايات حتى من الجمهور، ابن حجر في الصواعق يروي، الصواقع المحرقة.
طبعاً لجابر الانصاري قصص جميلة هو كان يتلقى بعض المعلومات من مولاتنا فاطمة الزهراء حتى انه في يوم الامام الباقر قال له: اريد ان اختلي بك فأختلى به وسأله اشياء وجابر يخبره بها ويقول هذه اخذتها من امك فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، انا هنا اذكر فقط واذكر زيارته للحسين (عليه السلام)، قلت جابر بن عبد الله الانصاري هو ثمانية عشر غزوة هو مع النبي وفي احدى الغزوات النبي تعب وجلس في الطريق مع اصحابه وكان معه عمار بن ياسر، ابو ذر، مقداد، سلمان، خزيمة، سألوا النبي ما رأيك بفلان؟ في الجنة، خزيمة؟ في الجنة، فهنا جابر بن عبد الله الانصاري كان يسأل من النبي عن فلان وفلان والنبي يقول له في الجنة.
فقال له النبي: يا جابر أراك لم تسألني عنك؟
فأستحى جابر فقال له النبي: وانت ياجابر معنا في الجنة وانك اول زائر يزور ولدي الحسين، الله اكبر! فعلاً عاش جابر، فقد بصره وكان يقف في الطرقات قلت يدعو الى محبة امير المؤمنين والخ وكان يردد قول النبي يا علي لا يحبك الا ابن حلال.
طيب في اواخر ايام حياته كان هو في هذا الخط وشاع في المدينة نبأ فاجعة كربلاء وما صب على ابي عبد الله الحسين، الروايات تقول ان ام سلمة على اثر رؤيا رأت النبي، على اي حال نلاحظ هذا المعنى ان المدينة لبست ثوب الحزن وقامت النساء تأتي زرافات الى ام سلمة يعزوها بمصرع ابي عبد الله الحسين فتحرك جابر الذي كان يعتبر رؤيا ام سلمة من المنامات الصادقة فجاء الى كربلاء عن طريق الكوفة، جاء لزيارة الحسين (عليه السلام) ولما وصل الى الكوفة هناك تصادف مع عطية العوفي فجاؤا سوياً لأن الطريق غارات وسلب والنهب والذي يذهب الى كربلاء يجب ان يكتب وصيته وييأس من روحه يعني المسألة خطرة فوصلا الى كربلاء وزار جابر الحسين وهذا كما اوعده رسول الله:
وثالث الناس من الزوار
قبر الحسين جابر الانصاري
جاء الى شاطي القرات فأغتسل
ثم بذكر الله بعده اشتغل
حتى دنى فقال المسنيه
لصاحب كان يصطفيه
صاح ثلاثاً يا حسين لما
افاق اذ رش عليه بالماء
قال حبيب لا يجب حبيبه
وكيف يرجو منه ان يجيبه
ورأسه فارق منه البدنا
والبيض قد تقاسمته والقنا
على اي حال وقف يزور الحسين ثم التفت الى عطية وقال وجهني صوب الانصار فلما زارهم قال: اشهد لقد شاركناكم.
قال: كيف شاركتهم؟
قال: انا سمعت حبيبي رسول الله.
قال: من احب عمل قوماً اشرك في عملهم.
توفي جابر بن عبد الله الانصاري عام ۷۸ هجرية في منطقة المدائن في العراق ودفن بجوار سلمان المحمدي، سلمان الفارسي وبعد ذلك دفن الى جنبهما حذيفة بن اليمان وقبور هؤلاء الثلاثة في منطقة تعرف بمنطقة سلمان باك اي المنطقة الطاهرة ببغداد قريب من نهر دجلة.
من صلب جابر الانصاري كبير علماء الامامية في النجف الاشرف وهو الشيخ مرتضى الانصاري (قدس الله سره).
الروايات تذكر ان جابر كان يدخله من بستانه تمر فيقضي منه ديونه يعني مصارفه ومخارجه لكن سنة من السنين لم يف ثمر بستانه ديونه ومر على النبي صلى الله عليه وآله فراه النبي مغموماً فلما علم النبي بالسبب دعا له فأنتشرت البركة في تمره فوفى ديونه ولم ينقص من ذلك التمر شيء طبعاً هذه الحالة تعددت من رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يسع البرنامج ان اذكر هذه الحالات، حالات كثيرة مثلاً صارت ان النبي يوصي فلاناً يقول يوم الذي توزن فيه تمرك خبرني فكان يأتي النبي ويقف وبالتالي الله يطرح البركة في المحصول.
جابر الانصاري في الواقع هو ممن عرف قدر اهل البيت وهذه خصلة مهمة يعني واحد يعرف قدر اهل البيت، قيمة اهل البيت وكان محباً لهم، الامام الصادق يقول ان ابي الباقر قال لجابر متى خلوت فأخبرني عندي سؤال خاص اريد ان اسألك، يقول اختلى يوماً ابي الباقر بجابر الانصاري واذا الامام الباقر عليه السلام يسأله عن اللوح يعني هذه حالة غريبة يعني الناس تسأل من الامام اما الامام يسأل، يبدو ان جابر الانصاري لديه مخزون ومكنون لانه معاصر لرسول الله فقال له اخبرني عن اللوح وما هو مضمونه وكيف رأيته واخبرني ما دار بينك وبين جدتي فاطمة حوله، قال جابر: انا اروي القضية بهذه الصورة دخلت على جدتك فاطمة في حياة ابيها رسول الله لأهنئها بمولودها الحسين فرأيت في يدها لوحاً اخضر ظننت انه زمرداً قلت لها بأبي انت وامي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح فقالت: ان هذا لوح اهداه الله الى ابي وفي هذا اللوح اسم ابي واسم بعلي علي واسم ولدي الحسنين واسماء الاوصياء من ولدي وقد اسرني به ابي رسول الله، هذا خبر مهم ورواية جداً ثمينة وعالية ان الامام الباقر يسأل من جابر عن هذا الخبر او هذه المضامين الحساسة. اروي ايضاً عن جابر الانصاري وعن فضله، كان هو مع النبي في غزوة، جلس مع النبي في الطريق وصار يسأل النبي عن اصحابه ماذا عن عمار، ماذا عن ابو ذر، ماذا عن مقداد، ماذا عن خزيمة النبي صلى الله عليه وآله قال: هذا من اهل الجنة، هذا من اهل النار، سكت جابر فقال النبي: يا جابر لم لم تسألني عنك.
جابر الانصاري له سابقة طويلة مع رسول الله صلى الله عليه وآله والنبي يوم دخل المدينة كان معه مجموعة وهم المهاجرون، هؤلاء كان غريباً عليهم جو المدينة فالنبي آخا بينهم وبين الانصار، الانصار الذين من جماعته والانصار من اهل المدينة، آخا بينهم اخوة الايمان، الاخوة في الله، قسم منهم دخل المدينة وما عنده حتى ثوباً فلما كان النبي يؤاخي بين الانصار والمهاجرين يقول للذي من الانصار ناصفه ما عندك، نعم جابر بن عبد الله الانصاري آخا النبي بينه وبين واحد من المهاجرين ولم يملك شيئاً فقال لجابر ناصفه، يقول جابر من يوم ناصفت هذا ما عندي اعطاني الله اضعافاً واضعافاً، هذه ان شاء الله تكون قدوة ودرس لنا وامثالنا، الامام الهادي سلام الله عليه له كلمة يقول من آمن بالخلف جاد بالعطية، يعني اذا احداً يعتقد ان الله يعوضه فالله يعطي وفعلاً رأينا هذا في حياتنا ورأيناه مع انفسنا والحمد لله.