السلام عليكم إخوة الإيمان.. تحية طيبة وأهلاً بكم في لقاء أخر من هذا البرنامج نتابع فيه الحديث عن آداب تلاوة القرآن الكريم التي تعيننا على الفوز ببركاته الوفيرة.
أيها الأخوة والأخوات ومن هذه الاداب هو تجويد القراءة والتأني فيها وترتيل القرآن وعدم الإسراع في القراءة.
روى الشيخ الكليني في كتاب الكافي مسنداً عن عبدالله بن سليمان قال: سألت أباعبدالله الصادق – عليه السلام – عن قول الله عزوجل " وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ".
فقال: قال أمير المؤمنين – عليه السلام – [معناه]: " بينّه تبياناً ولا تهذّه هذّا لشعر ولا تنثره نثر الرمل ولكن إقرعوا به قلوبكم القاسية ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة ".
وروى الطبرسي في تفسير مجمع البيان عن الصادق عليه السلام: أنه قال في معنى الآية المتقدمة هو أن تتمكث فيه وتحسن به صوتك.
وقد روي عن أم سلمة – رضوان الله عليها – قالت: " كان النبي صلى الله عليه وآله يقطع قراءة القرآن آية آية ".
وروي في الكافي أن أبا بصير سأل الإمام الصادق – عليه السلام –: جعلت فداك أقرأ القرآن في ليلة، فقال: لا، فقال: في ليلتين؟ فقال: لا، حتى بلغ ست ليال، فأشار – عليه السلام – بيده فقال: ها، ثم قال: " يا أبا محمد إن من كان قبلكم من أصحاب محمد كان يقرأ القرآن في شهر وأقل، إن القرآن لا يقرأ هذرمة ولكن يرتل ترتيلا، إذا مررت بآية فيها ذكر النار وقفت عندها وتعوذت بالله من النار... ".
مستمعينا الأفاضل، معنى ( الهذّ) و ( الهذرمة) المنهي عنهما في الأحاديث الشريفة، هو الإسراع في القطع وفي القراءة وفي الكلام.
وواضح أن التأني في تلاوة القرآن وتجويدها يعبران من جهة عن أحد مصاديق توقير كلام الله وتعظيمة عملياً، و من جهة أخرى فإن التأني في التلاوة وتجويدها يفسحان الفرصة لتالي القرآن على التفكر فيه والتأثر بمواعظه والتدبر في آياته.
ومن مصاديق تجويد القراءه تلاوة القرآن بصوت حسن والترجيع الجميل، ولكن مع إجتناب ألحان أهل الفسق واللهو.
وهذا أدب آخر من أداب تلاوة كتاب الله يحبب القرآن للقارئ والسامع وهذا التحبيب بدوره يعين على الإنتفاع من بركاته.
روي عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: " إقرأوا القرآن بألحان العرب و أصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر، فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية، لا يجوز [ القرآن] تراقيهم، قلوبهم مقلوبة وقلوب من يعجبه شأنهم ".
وعنه – صلى الله عليه وآله – قال: " لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن ".
وعن الإمام الباقر – عليه السلام – قال: " إقرأ ما بين القراءتين، تسمع أهلك ورجّع بالقرآن صوتك فإن الله عزوجل يحب الصوت الحسن يرجّع فيه ترجيعا... ".
مستمعينا الأفاضل ومن الآداب الأخرى لتلاوة كتاب الله التي ذكرتها الأحاديث الشريفة، أدب التلاوة قراءة في المصحف حتى لمن كان حافظاً للآيات الكريمة.
ولا يخفى عليكم مستمعينا الأطائب، أن النظر الى المصحف والقراءة نظراً الى آياته أمر يعين القارئ على تجميع ذهنه وإستحضار قلبه أثناء التلاوة فيتوجه الى تفهم ما يقرأ، ويتخلص من شرود الذهن والإنسياق للأفكار الشاردة. بل و يفهم من الأحاديث الشريفة أن العمل بهذا الأدب يدفع عن قارئ وساوس الشيطان وأثره،
فقد روي عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: " ليس شيء أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظراً ".
وعن الإمام الصادق – عليه السلام – قال: " من قرأ القرآن في المصحف متعّ ببصره وخفف عن والديه وإن كانا كافرين " وعن إسحاق بن عمار أنه سأل الإمام الصادق – عليه السلام – قائلاً: جعلت فداك، إني أحفظ القرآن على ظهر قلبي، فأقرؤه على ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف؟
فقال – عليه السلام –: " بل إقرأه وأنظر في المصحف فهو أفضل، أما علمت أن النظر في المصحف عبادة "!
وفقنا الله وإياكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران للإنتفاع والتزود بالمزيد من بركات كتابه الكريم إنه سميع مجيب.
نشكر لكم على جميل الأصغاء لهذه الحلقة من برنامج من بركات القرآن.
دمتم بكل خير والسلام عليكم.