السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته
معكم في لقاء اخر من هذا البرنامج، نتابع فيه الحديث عن اداب تلاوة القران الكريم طبقا لما هدتنا له النصوص الشريفة.
وقد عرفتنا أحاديث أهل بيت النبوة عليهم السلام ان العمل بهذه الاداب وسيلة مضمونة بلطف الله عزوجل للفوز ببركات كتابه المجيد الوفيرة، وهذا مانحدثكم عنه بعد قليل فتابعونا مشكورين.
روي عن مولانا الامام الصادق عليه السلام انه قال : " من قرأ ألقران …..ولم يخضع لله ولم يرق قلبه ولايكتسي حزنا ووجلا في سره فقد استهان بعظيم شأن الله تعالى …".
ثم قال عليه السلام: " فأنظر كيف تقرأ كتاب ربك ومنشور ولايتك وكيف تجيب أوامره ونواهيه، وكيف تمتثل حدوده..وقف عند وعده ووعيده وتفكر في أمثاله ومواعظه".
مستمعينا ألاكارم، في الحلقة السابقة تحدثنا عن ادب التفكر في ايات ألذكر ألحكيم كأحد اداب تلاوته المهمة، وقد اشار ألامام ألصادق سلام الله عليه في الحديث المتقدم الى ادب التفكر هذا مع ألتنبيه الى أدب اخر هو تطبيق ألنفس على ايات القران ومدى استجابتها لأوامره ونواهيه، ومقدار تآثرها بأنذار القران وتحذيراته من تجاوز حدوده وارتداعها عن المعاصي ببركة ذلك وتخليها عما لايحبه الله ولا يرضاه.
وعلى الطرف ينبغي لقاريء القران أن ينظر بدقة الى مدى تحلي نفسه بالفضائل والمكارم والمحاسن التي يدعو لها كتاب الله عزوجل ويحث الناس على التحلي بها.فمثلا اذا مر الانسان بايات تذكر صفات المتقين المحسنين أو التوابين ألذين يحبهم الله عزوجل، فعليه أن ينظر الى نفسه وهو يتلو هذه الايات، لكي يعرف مدى توفر هذه الصفات فيها.فما وجده فيها من صفات أحباء الله شكر الله عزوجل على توفيق التحلي بهذه الصفات ودعاه ان يحليه بالمزيد منها ويثبته عليها.
وإذا وجد نفسه بعيدة عن بعض صفات أولياء الله وأحباءْه استغفر الله وعاهده عزوجل على التطهر منها وطلب من ربه الغفور الرحيم الكريم أن يعينه في جهاده الأكبر للتطهر من هذه الصفات.
وألأمر بالعكس ايها ألأخوة وألأخوات إذا مر قاريء القران بايات تذكر صفات الكافرين والمنافقين والفاسقين ألذين يكره الله عزوجل أفعالهم واخلاقهم فينبغي لقاريء كتاب الله جل جلاله، أن يعرض نفسه على هذه الايات وينظر لها بحيادية ودون محاباة، فإذا وجدها متطهرة من تلك الصفات والافعال والاخلاق التي لايحبها الله جل جلاله فينبغي له أن يحمد الله على ذلك ويدعوه أن يثبته على ذلك ويدفع تلك الصفات ألمذمومة عنها أما أذا وجد نفسه متلوثة والعياذ بالله ببعض تلك الصفات والافعال والاخلاق ألمذمومة، عاتبها برفق على ذلك وعاهد الله عزوجل على التطهر منها طالبا منه أن يعينه على ذلك بلطفه ورافته ورحمته وهو أرحم ألراحمين.
مستمعينا الأكارم وقد تناول ألعارف ألخميني رضوان الله عليه هذا الادب المبارك من اداب تلاوته كتاب الله، في كتابه القيم اداب الصلاة فقال قدس سره ألشريف:
" من الاداب المهمة لتلاوة القران الكريم، والذي يمكن للأنسان من خلال العمل به أن يحقق نتائج كثيرة وإستفادات لاتحصى هو أدب التطبيق " .
ثم قال رحمه الله: " ونعني به تطبيق الانسان ماحصل عليه من التفكر في كل اية من الايات الكريمة على نفسه، والسعي في سد ما يظهرله من نقائص فيها ومعالجة مايراه فيها من امراض..".
وألأمر يصدق على جميع المعارف وعلى أحوال القلوب والأعمال باطنها وظاهرها، فعلى ألسالك أن يطبقها جميعا عل مافي كتاب الله ويعرض أحواله عليه لكي يتحقق بحقيقة القران ويصبح هذا الكتالب السماوي صورته الباطنية.
اعزاءنا المستمعين وها نحن نصل بتوفيق الله الى ختام حلقة اخرى من برنامج من بركات القران استمعتم اليها من أذاعة طهران نشكر لكم طيب الاصغاء ودمتم بخير.