السلام عليكم مستمعينا الاطائب، طبتم وطابت اوقاتكم بكل ماتحبون …
يعد التفكر والتدبر في كلام الله عزوجل من اهم اداب تلاوة القران الكريم التي اوصتنا بها نصوص كتاب الله والسنة النبوية المطهرة وذلك لكي نفوز ببركات المأدبة القرانية العامرة.
وعن هذا الأدب من اداب تلاوة القران يدور حديث لقاء هذا اليوم من البرنامج، تابعونا مشكورين.
أيها الاخوة والاخوات، لاية الله العارف السيد روح الله الخميني بلورة مهمة لأدب التفكر من اداب التلاوة، اورده في كتابه القيم اداب الصلاة المراد من التفكر البحث عن المقصد والمقصود في الايات الكريمة وكما تصرح الصحيفة الالهية ذاتها به هو الهداية الى سبل السلام والخروج من كافة مراتب الظلمات الى عالم النور والهداية الى الصراط المستقيم.
ولذلك فعلى الانسان ان يعرف من خلال التفكر في الايات الكريمة مراتب السلام بدءً من مرتبته الدنيا المرتبطة بالقوى الملكية وانتهاءً الى منتهى نهايته المتمثلة بالقلب السليم وفق التفسير الوارد عن اهل البيت عليهم السلام وهو ملاقاة الله عزوجل وليس في القلب سواه.
مستمعينا الافاضل، على هذا التوضيح الخميني لمعنى التفكر كأحد اداب تلاوة القران الكريم يتضح أن على التالي لكتاب الله ان يبحث فيما يتلوه من ايات الذكر الحكيم عما يوصله لنقصده ويحقق له السلام الذاتي والسكينة الروحية والطمأنينة النفسية.
أي على المومن أن تكون تلاوته للقران الكريم مقرونة بالتفكر بحثا عما يذهب عنه العوامل المسببة للاضطراب والقلق ويقوده الى ساحل الامن من هذه العوامل والفوز بالسعادة الحقيقية حتى يبلغ مرتبة القلب السليم الذي يلقى الله عزوجل وقد صار توحيديا بالكامل ليس فيه سوى عبودية الواحد القهار ومحبته تبارك وتعالى.
ايها الأخوة والاخوات وبعد ان يبين اية الله السيد العارف الخميني رضوان الله عليه معنى التفكر بصورة أجمالية يتناول بعض مصاديقه، قال قدس سره:
روي ان الرسول الخاتم صلى الله عليه واله وسلم وعندما نزلت الاية الكريمة " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ " آل عمران۱۹۰
قال صلى الله عليه واله: " ويل لمن قرأها ولم يتفكر بها ".
ثم قال العارف الخميني بعد نقل هذا الحديث الشريف: مما لاشك فيه ان التفكر ممدوح في القران والسنة، غير ان المهم هنا هو ان يعرف الانسان نوع التفكر الممدوح، وأفضل ماورد في توضيح ذلك هو قول الخواجة عبد الله الانصاري قدس سره حيث قال: أعلم ان التفكر تلمس البصيرة لإستدراك البغية.
وهذا القول يعني ان التفكر هو بحث البصيرة التي هي عين القلب عما يوصل الانسان الى مقصود وغايته التي فيها كماله وهذا المقصود هو السعادة المطلقة التي تستحصل بالكمال العلمي والعملي.
اذن على الانسان ان يحصل على السعادة وهي نتيجة وغاية سير الانسانية ومقصودها، وذلك من خلال التفكر في أيات الكتاب الالهي وقصصه وحكاياته وأمثاله.
مستمعينا الافاضل،
لقد اكدت الاحاديث الشريفة ان التفكر هو حياة قلب البصير فكيف الحال أذا كان هذا التفكر في كتاب الله الذي تنصب جميع اياته بامثالها وقصصها واحكامها وعبرها ومواعظها بأتجاه واحد هو هداية الانسان الى مايصلح له أمر دنياه واخرته.
لاشك انه سيكون في هذه الحالة خير وسيلة لحياة قلب الانسان بل وسيره في معارج الرقي والكمال.
رزقنا الله واياكم ذلك اخوتنا مستمعي إذاعة طهران شكرا لكم أيها ألأحبة على طيب ألمتابعة لهذه الحلقة من برنامج من بركات القران، الى لقاء مقبل بأذن الله وتوفيقه نستودعكم الله والسلام عليكم.