السلام عليكم إخوة الإيمان…أهلاً بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نتابع فيها الحديث عن آداب تلاوة القرآن الكريم. ومنها ادب التطهرالظاهري والباطني إستعداداً للمس كتاب الله وحقائقه. كونوا معنا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل، أمرت الأحاديث الشريفة بالتطهروإسباغ الوضوء كشرط لمس كتابة القرآن الكريم وكأدب لتلاوته.
والعمل بهذا الأدب ينبه المؤمن الى لزوم التطهرالقلبي والباطني وتفريغ القلب من الشواغل لكي يستعد بذلك لتلقي حقائق القرآن وبركاته ومس بواطن آياته مثلما يتأهل بأسباغ الوضوء والطهارة الظاهرية للمس كتابه كتاب الله.روي عن الإمام علي – عليه السلام- في حديث الأربعمائة المشهورعن إستحباب التطهر وإسباغ الوضوء لتلاوة كتاب الله، قال- عليه السلام-: " لا يقرأ العبد القرآن اذا كان على غيروضوء حتى يتطهر".
وقال- عليه السلام- في بيان فضل التطهرلتلاوة القرآن: " لقاريء القرآن بكل حرف يقرأه في الصلاة قائماً مائة حسنة وقاعداً خمسون حسنة و متطهراً في غيرصلاة خمس وعشرون حسنة وغيرمتطهرعشرحسنات ".
مستمعينا الأفاضل وقد وردت في أحاديث أهل بيت النبوة- عليهم السلام- وصايا بأستعمال السواك وتنظيف الفم كأحد آداب تلاوة القرآن المجيد.فقد روى الشيخ البرقي في كتاب المحاسن عن رسول الله – صلى الله عليه وآله- قال: " نظفوا طريق القرآن، قيل: يا رسول الله، وما طريق القران؟ قال أفواهكم، قيل بماذا؟ قال بالسواك "
وروي عن مولانا الإمام الرضا- عليه السلام- قال: " أفواهكم طرق ربكم فنظفوها ".
ولا يخفى عليكم مستمعينا الأفاضل أن الإهتمام بأستعمال السواك وتنظيف الفم قبل تلاوة كتاب الله المجيد من شأنه أن يبعث ويقوي في القلب الشعورالوجداني بعظمة القرآن الكريم ولزوم تعظيمه الأمرالذي يرسخ محبته في القلوب وبالتالي يقوي من توجه المؤمن بقلبه إليه أثناء تلاوته كما أن يذكره بأن الذي يخاطبه وهو يتلوالقران إنما هو الله جل جلاله، وهذا الأمرمن شأنه أن يرقق قلب تالي القرآن ويوجد فيه حالة الخشوع المطلوبة وبذلك يحصل على مراتب أسمى من بركات تلاوة كتاب الله المجيد.
ولا يخفى عليكم أيها الأخوة والأخوات أن كمال تنظيف الأفواه يكون بتطهيرها من رجس المعاصي التي لها إرتباط بالفم مثل أكل المحرم من الأطعمة والأشربة وأكل الطعام المعد من المال الحرام أو فيه شبهة، وكذلك تطهيرالأفواه من رجس المعاصي اللسانية مثل الغيبة والبهتان واللغو والنميمة وغيرها.ولا شك بأن مما يعين المومن التالي للقرآن على التطهّر من هذه المعاصي هوالتفكربأن الفم الذي يكون طريقاً لله عزوجل ولكلامه الذي يتلوه لا ينبغي أن يكون مجرى لمثل هذه المعاصي المادية منها والمعنوية.
وتكرارالتفكروإستذكارهذه الحقيقة بأستمرارمن شأنه أن يبعث في قلب التالي للقرآن حالة الحياء الفطري من الله عزوجل كلما أراد أن يغتاب أويتهم أحداً وهويتذكربأن فمه مجرى كلام الله عزوجل… الأمرالذي يقوي حالة الورع الفطري والتقوى الوجدانية عن تلك المعاصي اللسانية إحتراماً لمجرى الكلام الإلهي.
وهذا من الثمارالعرضية المباركة لتلاوة كتاب الله.
وفقنا الله وإياكم للمواظبة على تلاوة وتعلم والإرتباط بالقرآن الكريم ببركة التمسك بولاية محمد وآله الطاهرين. اللهم آمين،
شكراً لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران على جميل الأصغاء لهذه الحلقة من برنامج من بركات القرآن الى لقاءٍ مقبل بمشيئة الله نستودعكم الله والسلام عليكم.