الاولى تعطي ضمانة مشروطة بالايمان لحاملها بالسير والثبات على المبدأ الحق وتتعامل مع الواقع تعاملاً مسؤولاً يشق أغوار الفتن بكل ثقة واطمئنان ليلتحق بركب
الاحرار..
وأما الثانية أي العاطفة المجردة فهي ليست بضمان للسير طبقاً لما يريده الدين ويسعى الى تحقيقة! ولكن اذا امتزجت مع العقل فأنها ستشكل قاعدة رصينة للانطلاق نحو عالم حر مستقل خال من التبعية والاستغلال..!
الحماسة العاطفية الممزوجة بروح التحدي مطلوبة ولا يمكن الاستغناء عنها ! فما نشاهده اليوم لدى عامة الناس عند أحيائهم عاشوراء الحسين يحيون الذكرى كل على طريقته وموروثه الاجتماعي طبقا للاعراف والتقاليد الخاصة لكل ملة أو قوم !
إحياء عاشوراء الحسين ليس مقتصرا على المسلمين فحسب وانما حتى الطوائف والاقوام الاخرى كالصابئة في العراق والمسيحين في لبنان وباقي الدول تجدد ذكرى تلك الواقعة العظيمة والحدث الكبير الذي هز العالم برمته وحرك الضمير الانساني وحفز العقول واوجد حركة تغيرية تتفاعل مع الحياة تفاعلا مسؤولا يحمل مشعلا وضاءا ينير الدرب للاجيال..!
الشباب المسلم اليوم مطالب أكثر من غيره ان يحكّم عقله دون عاطفته المجردة ويتخلى عن التعصب الاعمى والجهل المقيت الذي ورثه الاسلاف وجدده احفادهم اليوم ويتحرر من ضيق الحياة المقيدة الى حياة ملؤها السعادة والسكينة والاطمئنان التي تكمن في عمق تلك الارض الطيبة ( كربلاء) وبقائدها السبط الحسين بن علي بن ابي طالب ( عليهما السلام).. واهل بيته وأصحابه الغر الميامين..؛
طارق الخزاعي ـ اذاعة طهران العربية