نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة أي غيبة الامام المهدي(ع) حيث قدمنا في لقاءات سابقة مقاطع متسلسلة منه وانتهينا الى مقاطعه الاخيرة جاء في احدها التوسل بالله تعالى بان يكشف الضر عن الامام المهدي(ع)وان يجعله خليفة في الارض كما ضمن ذلك له ...
ويجدر بنا الآن ملاحظة هذا التوسل واستخلاص نكاته، قد يتساءل قارئ الدعاء ما هي النكات الكامنة وراء التوسل بالله تعالى بان يكشف عن الامام(ع) الضر؟ ونجيب قائلين: صحيح ان الامام(ع) محفوف بحفظ الله الا ان الدعاء ذاته من خلال قارئ الدعاء بان يحفظ ولي الله تعالى من اية شدة سواءاً كانت مادية او معنوية يظل هذا النمط من الدعاء وسيلة لان ننشد اليه(ع)ونتواصل مع حركته الاصلاحية التي ننتظرها ونتوسل بالله تعالى بان يجعلنا من الملتحقين به والمستشهدين بين يديه والمهم ان التوسل المذكور يظل واحداً من الاساليب او الوسائل التي ترتبط بوظفيتنا من حيث التطلع الى الظهور حيث ان الكشف لشدائد المواقف التي تقترن او تعجل بعملية الظهور تيسر بلا شك ما نتطلع اليه من العملية المذكورة.
ونتجه الى التوسل الاخر وهو فقرة واجعله خليفة في ارضك كما ضمنت له نقول او نتجه الى هذه الفقرة من الدعاء نجدها مرتبطة بالتوسل السابق أي مع كشف الضر عن الامام(ع) حيث تتحقق الخلافة الحقة او الوراثة الممتدة الى آخر الزمن في الارض تبعاً لما وعده تعالى من ان الارض يرثها عباده الصالحون بصفة ان الخلافة بمعناها الحرفي او المطلوب هي تحقق مبادئها التي رسمها الله تعالى.
اخيراً نواجه فقرات متنوعة يختم بها الدعاء وهي: (اللهم لا تجعلني من خصماء آل محمد عليهم السلام، ولا تجعلني من اهل الحنق والغيظ على آل محمد عليهم السلام، فاني اعوذ بك من ذلك فاعذني واستجير بك فاجرني)، بعد هذه الفقرات يختم الدعاء بما يأتي وهو (اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني بهم فائزاً عندك في الدنيا والآخرة، ومن المقربين آمين رب العالمين).
هنا نجد ان الفقرات المتقدمة أي الفقرات التي تتوسل بالله تعالى الا يجعلنا من خصماء آل محمد عليهم السلام والاعاذة والاستجارة بالله تعالى من ذلك، بالاضافة الى الفقرات الختامية المتوسلة بالله تعالى بعد الصلوات على محمد وآله بان يجعلنا من الفائزين عند الله تعالى في الدنيا والاخرة ومن المقربين نقول ان هذه الفقرات وبخاصة الاولى منها أي المتوسلة بالله تعالى بالا يجعلنا من خصماء آل محمد عليهم السلام ولا من اهل الحنق والغيظ عليهم، من الممكن ان يثير بعض القراء تساؤلات حيالها خصوصاً ما ورد فيها من امكانية الخصومة او الحنق او الغيظ أي ما دام قارئ الدعاء متيقناً من موقفه العقائدي حيال الامام المهدي(ع) ومتطلعاً الى المشاركة مع حركته الاصلاحية والى الاستشهاد في ساحة المعركة حينئذ هل يتوقع احد مثلاً بان ينقلب مثل هذا الشخص على عقبيه فيصبح والعياذ بالله تعالى من خصماء آل محمد عليهم السلام او من اهل الحنق والغيظ عليهم؟ الاجابة عن السؤال المتقدم يتطلب حديثاً ولو سريعاً وهو ما نحدثك عنه في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى مختتمين به هذه السلسلة من الاحاديث حول دعاء الغيبة.
اما الان فحسبنا ان نكرر التوسلات المذكورة ونتوسل به جديداً في ان يوفقنا الى خدمة الامام(ع) والى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.
*******