نواصل حديثنا عنالادعية المباركة'> الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة غيبة الامام المهدي حيث سبق ان قدمنا مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع يتوسل بالله تعالى بان يجعلنا من اعوان الامام(ع) قائلاً: (واجعلنا يا رب من اعوانه ومقوية سلطانه والمؤتمرين لامره والراضين بفعله)، هذا المقطع من الدعاء ينطوي على اهمية كبيرة بالنسبة الى الوظيفة الملقاة على قارئ الدعاء وانها لوظيفة ضخمة يتمنى المؤمنون بان يوفقوا اليها ونسأله تعالى ان يوفقنا فعلاً الى تأديتها وما نستهدفه الان هو ان نذكر قارئ الدعاء بهذه الوظيفة ونقف عند مفرداتها كما وردت في هذا الدعاء.
تقول العبارة الاولى (واجعلنا يا رب من اعوانه)، طبيعياً لا تحتاج العبارة الى توضيح ما عدا الاشارة الى ان التوسل هو جمعي على لسان المجموع وليس الفرد وهو نكتة مهمة تعني جند الامام(ع) واعدادهم الكبيرة متمثلة في المؤمنين المنتسبين الى خط اهل البيت عليهم السلام وكل من يهديه الله تعالى الى معرفة الحق والمهم ان التوسل بالله تعالى بان يجعلنا من اعوان الامام(ع) يعني ان نعينه في مهمته الاصلاحية وهو عنوان كبير يندرج ضمنه كل مستويات المشاركة في المعركة بطبيعة الحال ولذلك فان فقرات الدعاء الاخرى اعقبت هذا التوسل العام بتوسلات خاصة تتواكب مع مفهوم الاعانة، وهذا ما نحدثك عنه ايضاً...
تقول العبارة الثانية (ومقوية سلطانه) أي اجعلنا يا رب من مقوية سلطان الامام(ع) والسؤال المهم جداً هو اذا كانت العبارة الاولى تقول (اللهم اجعلنا من اعوانه) حينئذ ماذا تفرق عن القول (ومقوية سلطانه)؟ هذا ما يتطلب توضيحاً بالنسبة الى قارئ الدعاء حتى يعي بوضوح ما يقرأ من العبارات للاجابة عن السؤال المتقدم نقول مما لا شك منه ان الاعانة هي تقديم العون للامام(ع) ومنها تقوية سلطته حيث ان السلطة تعني ادارة معركته الاصلاحية وهي في مقدمة ما ينطبق عليه مفهوم الاعانة له(ع)فالمشاركة في المعركة او التخطيط او التنفيذ لادوار خاصة كل واحد او مجموعة تمارس دورها بموجب قوانين تقسم العمل تعد تقوية لسلطة الامام(ع) سواءاً كان ذلك على صعيد النوع او الكم أي المهارة الادارية او كثرة عدد الافراد والجماعات.
ثم نواجه عبارة ثالثة ونعني بها عبارة (والمؤتمرين لامره) وهذه العبارة بدورها امتداد لمصاديق المشاركة او الاعانة للامام(ع)فالاعانة تمثل في احد مصاديقها في تقوية سلطان الامام(ع) وتمثل بعد ذلك في التنفيذ لما يأمر به الامام من التوصيات او الاوامر طبيعياً بالنسبة الى المعارك العسكرية العلمانية من الممكن ان يتمرد الجندي مثلاً على قائده في حالة ما اذا ظهر له خطأ سلوكه ولكن بالنسبة الى الامام(ع) فان العصمة من الخطأ تظل هي المتحكمة في الموضوع ولذلك فان الائتمار بأوامر الامام(ع) يظل امراً من البداهة بمكان كبير.
بعدها نواجه عبارة رابعة ونعني بها عبارة (والراضين بفعله) هنا يثور السؤال الآتي اذا كنا مؤتمرين باوامر الامام(ع) فماذا يقصد اذن بعبارة والراضين بفعله اليس الائتمار باوامره هو رضاً بفعله؟ هنا نلفت نظرك الى حقيقة سبقت الاشارة واليها الا وهي ان الشخص العادي من الممكن ان يأتمر باوامر قائده العاديولكنه غير راض عن ذلك ولكن بالنسبة الى الامام(ع) فان الائتمار باوامره ينبغي الا يقترن الا برضا المشارك في المعركة أي ان يتقبل توصيات الامام(ع) ولا يسخط عليها في حالة ما اذا خيل الى المشارك بان الامر العسكري المفترض ليس متسماً بما هو مطلوب حيث ان عصمة الامام ووجوب طاعته تفرض على المشارك الرضا تماماً بما يؤمر به.
بعد ذلك تواجهنا فقرات اخرى الا اننا نؤجل الحديث عنها الى لقاءات لاحقة ان شاء الله تعالى اما الآن فحسبنا ان نتوسل جديداً بالله تعالى بان يجعلنا من اعوان الامام(ع) وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.
*******