من الخصائص المهمة انها اتسمت بوسام الاصلاح الفردي والمجتمعي وفق أسس الهية ثابتة ورصينة لا تخضع للضغوطات المتعارف عليها وانما خضعت لحرية الاختيار المطلق الذي تمثل بالثلة الصادقة المؤمنة التي رافقت السبط الشهيد ووقفت معه في أحلك الظروف واشدها حتى نالت شرف الاستشهاد بين يديه !.
لقد رسمت وقفة الاصحاب لوحة الثبات الاصلاحية الفردية وبلغت اسمى مراحل الكمال حتى قال بحقهم الامام الحسين عليه السلام، اما والله لا اعلم أصحابا اوفى ولا خيرا من أصحابي..!) فانهم كانوا رواد الاصلاح العالمي على كل الاصعدة السياسية والاجتماعية !.
ليس من السهل ان يضحي الانسان بنفسه من أجل الآخر لاسيما ان لم تكن بينه وبينه رابطة رحم من قرابة او مصلحة ذاتية أو دنيوية..!، فكيف ان كان الهدف هو اصلاح الامة والوقوف بوجه الظلم والفساد الذي تفشى ونخر جسد الامة في ظل الحكم الاموي..! وهو يعلم بانه سوف يقتل بعد ساعة !.
من خصائصها أيضا أنها حملت رسالة انسانية واسلامية في آن واحد .. إنسانية لانه اشترك فيها من هو لا ينتمي الى الاسلام من امثال وهب النصراني ذلك البطل ذلك المسيحي الشهيد الذي ضرب المثل الاعلى في البطولة بين يدي سيده السبط الشهيد لا بل واستشهدت معه امه وزوجته أيضا..!،واسلامية لانها استقطبت كل المعاني واحتوت كل القيم والمثل التي جاء بها الاسلام!.
وهناك أيضا الكثير من المميزات والخصائص الاخرى التي كان لها الدور الكبير في بقاء الثورة وخلودها بالرغم من مرور اربعة عشر قرنا على انطلاقها وقياسا بالفترة الزمنية التي استغرقتها وهي بضع ساعات فقط..!.
ونحن لدينا ايمان كبير بأن الثورة الحسينية الرائدة لم ولن تخمد لان الله تعالى قد تكفل بحفظها والدفاع عنها ولانها تمثل القدوة والمشعل الوضاء الذي سيحرر البلاد والعباد من نير الظلم والاستبداد الذي استشرى اليوم في امتنا الاسلامية والعربية...!
طارق الخزاعي