نهضة الامام الحسين ـ عليه السَّلام ـ حركة تغييرية رائدة استمدت شرعيتها من رسول الله الامجد محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ..اذا دققنا النظر وأمعنا الفكر في حديث جده الاكرم "حسين مني وانا من حسين"! نجد أن هناك ارتباطا وثيقا بين الرسالتين! مما لاشك فيه أن الحسين من الرسول ولكن ان يكون الرسول من الحسين! تحتاج الى تفسير واقعي منطقي ينسجم مع روح الحديث الشريف ولا يتنافى معه..!
للاسف هناك من يصنف الحديث ضمن خانة العاطفة المجردة كالذي سبقته من تفاسير قشرية لاحاديث الرسول الاكرم بأفضلية وصيه وابن عمه أمير المؤمنين علي ـ عليه السَّلام ! ويعتبره عاطفيا مجردا من أي هدف ناسيا او متناسيا ان الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لاينطق عن الهوى أن هو الا وحي يوحى !
لقد شاء الله تعالى أن تقترن رسالة السماء الخاتمة برسالة الحسين ـ عليه السَّلام ـ ابتداء واستمرارا وخلودا ! وهذا ما اثبته التاريخ بكل ألوانه وفصوله وارهاصاته !
لقد حاول الطغاة طمس هوية الحسين الامام الثائر والقضاء على اتباعه وشيعته بكل صور الارهاب والارعاب والتهديد والقتل والوعد والوعيد والسجن والنفي لكنهم لم يستطيعوا الى ذلك سبيلا...!
من هنا نجد اليوم هذا التجسيد الحي والرائع لثورة ونهضة مضى عليها الزمن وتطاولت عليها القرون تتجدد كل عام باروع صور التجديد وكانها حدثت البارحة! ماذا يدلل هذا !؟
عاشوراء هذا العام تختلف عن سابقاتها من الاعوام كونها تجلت وتحلت بالنصر على اعتى قوة ارهابية داعشية على يد أبناء الحسين السبط والاحرار الذين اقتفوا اثره وساروا على نهجه فحققوا ماعجزت عن تحقيقه اعتى قوة مادية في الارض ورفعوا راية الاسلام عالية خفاقة واسم الحسين السبط في العراق وسوريا ولبنان وان شاء الله قريبا في اليمن والبحرين وكل بقاع الارض...
طارق الخزاعي
المصدر : اذاعة طهران العربية