وامام هذه الفضيحة لم تجد وزارة الخارجية الأمريكية من سبيل سوى الاعتراف، حيث ايدت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية ما ذهبت اليه الصحيفة، وكشفت ان وزارتها أجرت اتصالات مكثفة مع العديد من قادة السفن وشركات الشحن وحذرتهم من عواقب التعامل مع ايران.
صحيفة "فاينانشال تايمز" كشفت تفاصيل ممارسات عصابة ترامب في تقرير نشرته يوم الأربعاء الماضي، حيث ذكرت إن قبطان "أدريان دريا 1" ("غرايس 1" سابقا) تلقى عددا من الرسائل المرسلة من واشنطن، وجاء في إحداها أرسلت في الـ26 أغسطس: "أنا براين هوك.. أعمل تحت إمرة وزير الخارجية مايك بومبيو في منصب ممثل أمريكي لشؤون إيران .. وهناك أخبار سارة لك، الإدارة الأمريكية تعرض عليك الملايين من الدولارات كي توجه الناقلة الى دولة ستحتجزها نيابة عن الولايات المتحدة.
ولتمكين كومار من التأكد من صحة المقترح تضمنت الرسالة رقم الهاتف الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية!!.
وأشارت "فاينانشال تايمز" إلى أن هذا العرض لم يكن وحيدا من نوعه، حيث وجه هوك في الأشهر الأخيرة، رسائل إلكترونية أو نصية، إلى حوالي 12 قبطانا، حاول فيها ترهيبهم، محذرا من أنهم سيدفعون ثمنا باهظا إذا استمروا في مساعدة إيران، خرقا للحظر الأمريكي.
الملفت ان ان قبطان الناقلة الايرانية المواطن الهندي أخيليش كومار تجاهل عرض هوك، وبعد يومين من عدم الرد، بعث هوك له برسالة أن وزارة الخزانة الأميركية قررت فرض عقوبات على الناقلة وعليه هو ايضا!!.
المراقب لاداء ترامب والمحيطين به من امثال بولتون وبومبيو وهوك، في التعامل مع ايران، لا يسعه الا ان يُصدم لدرجة الانحطاط الاخلاقي الذي وصلوا اليه، وهم يدعون قيادتهم لاكبر قوة سياسية واقتصادية وعسكرية في العالم.
امريكا التي يزعم قادتها، انها تقود العالم، اعيتها الحيلة في كيفية مواجهة ايران ودورها الاقليمي والدولي المتنامي، فاذا بها تستخدم "الرشوة" كسلاح لمواجهة ايران، وهو سلاح يبدو ان ترامب وفريقه البائس، قد استخدموه بعد مشورة مع المهزوم والمأزوم نتنياهو، فالاخير طالما اعترف بانه "العقل المدبر" لكل ما يتخذه ترامب وفريقه من اجراءات ضد ايران.
حتى لو مررنا مرور الكرام من امام السلاح الجديد للبليد بومبيو "الرشوة"، الذي يكشف افلاسه وافلاس سيده، وفشلهما في اركاع الشعب الايراني، الا اننا يجب ان نتوقف، امام خوف امريكا وعدم جرأتها في احتجاز الناقلة الايرانية، رغم ان اساطيلها تجوب البحار، وتلجأ في المقابل الى "رشوة" قبطان، والى توريط دولة اخرى، كما ورطت بريطانيا، ويكفي ايران فخرا، ان ناقلات نفطها تجوب بحار العالم، دون ان تجرأ امريكا من الاقتراب منها.