وكشفت الدراسة أن البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط باتت تسجل تقدما في الوفيات، ناجمة عن مرض السرطان على تلك الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
وشملت البلدان التي جرى تحليل بياناتها، الأرجنتين وبنغلادش والبرازيل وكندا وتشيلي والصين وكولومبيا والهند وإيران وماليزيا وباكستان وفلسطين والفلبين وبولندا والسعودية وجنوب أفريقيا والسويد وتنزانيا وتركيا والإمارات وزيمبابوي.
وقال الدكتور سالم يوسف، الأستاذ والمدير التنفيذي لمعهد أبحاث صحة السكان بجامعة ماكماستر في كندا، والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن الدراسة هي الأكبر من نوعها في تحليل أسباب الوفاة عبر القارات الخمس.
وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة "The Lancet"، الثلاثاء الماضي، إلى أن العالم يشهد ببطء تقدم مرض السرطان على أمراض القلب والأوعية الدموية، كسبب رئيسي للوفاة في العديد من البلدان، خاصة بين فئة البالغين في منتصف العمر.
وما زالت أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و70 عاماً، على مستوى العالم، ولكن وجد البحث الجديد أن الوفيات الناجمة عن مرض السرطان، أصبحت شائعة أكثر من تلك التي تسببها أمراض القلب والأوعية الدموية في بعض البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط.
وكشفت النتائج أنه على الرغم من أن أمراض القلب والشرايين لا تزال السبب الرئيسي للوفاة بين البالغين في مرحلة منتصف العمر، حيث تشكل 40 بالمئة من إجمالي الوفيات في العالم، فإن الوضع لم يعد كذلك في البلدان ذات الدخل المرتفع حيث يودي السرطان الآن بحياة مثلي عدد الأشخاص الذين يتوفون بأمراض القلب.
وقال الباحثون الذين عملوا على الدراسة إنهم رصدوا دلائل على "تحور وبائي" عالمي جديد بين أنواع مختلفة من السرطان.
وأشار الباحثون إلى أن من بين نحو 55 مليون وفاة على مستوى العالم خلال عام 2017 هناك نحو 17.7 مليون حالة نتيجة أمراض القلب ومن بينها قصور القلب والذبحة الصدرية والأزمات القلبية.
وقال جيل داجنيه الأستاذ في جامعة لافال في كيبيك بكندا الذي قاد فريق البحث "خلص تقريرنا إلى أن السرطان كان ثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعا على مستوى العالم في عام 2017 حيث شكل 26 بالمئة. لكن في ظل استمرار تراجع معدلات (أمراض القلب) من المرجح أن يصبح السرطان السبب الرئيسي للوفاة في غضون بضعة عقود".
لافتا إلى أن نحو 70 % من حالات الإصابة والوفاة بأمراض القلب تعود إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول، والتي تنتج عن نظام غذائي غير صحي والإفراط في التدخين.
وتابع: "في البلدان مرتفعة الدخل ساهمت الأدوية الشائعة المستخدمة لخفض الكوليسترول وأدوية علاج ضغط الدم في خفض معدلات الإصابة بأمراض القلب بوضوح على مدى العقود القليلة الماضية".
وأكدت النتائج أن معدلات الوفاة الأعلى بأمراض القلب في البلدان منخفضة الدخل قد ترجع بشكل أساسي إلى انخفاض جودة الرعاية الصحية.