البث المباشر

شرح فقرة: يا رازق الطفل الصغير

الثلاثاء 3 سبتمبر 2019 - 11:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا رازق الطفل الصغير " من دعاء الجوشن الكبير.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا رازق الطفل الصغير، يا راحم الشيخ الكبير ... الى آخره). ان هاتين العبارتين من مقطع الدعاء، تحفلان بجملة نكات، منها التقابل بين الطفل والشيخ الكبير، ومنها: العطاء المتجانس مع طبيعة عمرها، ومنها: التجانس الايقاعي. 
من الواضح، ان عمر الانسان يمر بمراحل متنوعة، تبدأ مع المرحلة الطفلية، ثم الرشد مع مرحلة المراهقة، ومرحلة الشباب، وان مرحلة الرشد تتمثل في:
۱- الشباب 
۲- الكهولة 
۳- الشيخوخة 
٤- الهرم
والملاحظ ان الدعاء قد تحدث عن اولي المراحل وعن آخرها، اي: مرحلة الطفولة، ومرحلة الهرم حيث عبّر عنها بمصطلح (الشيخ الكبير)، هنا يحسن بنا ان نشير الي حقائق مراحل العمر من حيث الفاعلية او النشاط او القوي الجسمية والعقلية والنفسية، حيث تنتهي الطفولة في (۱٤) سنة، والمراهقة في (۲۱) سنة والشباب من ۱٤ - ۳۹، والكهولة (٤۰- ٦٥) والشيخوخة (٦٥ - ۸۰) والهرم من ۸۰ فصاعداً. 
وعبارتا الدعاء تتحدث عن الطفولة المبكرة وعن الهرم أو الشيخوخة مع الهرم، حيث ان الشيخوخة تحفل بشيء من القوي، بينما الهرم تجسد نهاية القوي: والمهم من هذه الاشارات هو: ان العبارتين الواردتين في الدعاء تتحدثان عن ضعف مراحل نحو الشخصية حيث يحتاج الطفل الصغير وهو في مرحلته الاولي (الولادة - ۷ سنوات)، مقابل المرحلة الثانية (۷-۱٤) الي رعاية الآخر، كما ان الشيخ الكبير (من ٦٥ - الي النهاية) يحتاج بدوره الي الرعاية وبما ان الدعاء يستهدف الاشارة الي رحمته تعالي: عندئذ فإن مرحلة الطفل الصغير، والشيخ الكبير تظلان في المقدمة من الرعاية. 
والآن الي ملاحظة الرعاية ونمطها، حيث عبّر الدعاء عن الطفل الصغير بأنه الي صفة (الرزق) بينما الكبير الي صفة الرفق او الرحمة بعامة ومع ان الرحمة صفة عامة: يأتي العطف والشفقة والحنان ضمنها، الآن استخدامها بالنسبة الي الشيخ الكبير يظل تعبيراً عن اشد مستويات الرحمة نظراً لعجز الشيخ الكبير - من حيث قواه - عن توفير حاجاته بعد ان طوي مراحل عمره وهو يتمتع بالنشاط واما بالنسبة الي الطفل، فما دام اساساً غير مسبوق بأي نشاط: حينئذ فان الرزق - وهو تعبير عن استمرارية تدفق الرعاية - يظل هو المجانس لمرحلة الطفولة الاولي: 
بعد ذلك نواجه عبارة (يا جابر العظم الكسير)، فماذا نستخلص منها؟ 
مما لا ترديد فيه ان عبارة (جابر العظم الكسير) هي: عبارة رمزية أي: ان الجبر، والعظم، والكسر هي مصطلحات رمزية تشير الي معني آخر غير ظاهرها، انها ترمز جميعاً الي ان الله تعالي هو في عون عبده من حيث الشدائد التي يعاني منها: فالمرض مثلاً أو الفقر أو فقدان الأمن أو سائر ما يكابده الانسان من الشدائد الكبيرة التي تحتاج الي رعاية كبيرة تظل بحاجة الي من يتكفل بازاحتها عن الشخصية. 
فكما ان الجرح البدني مثل: كسر العظم يحتاج الي المعالج الطبيب حتي يجبر الكسر المذكور، كذلك فان شدائد الحياة الكبيرة ايضاً بحاجة الي من يزيحها عن الشخصية المعاينة لهذه المشكلة او تلك. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة