الخاطرة - كما قلنا- انطباع سريع وخاطف عن ظاهرة تستوقفه (عليه السلام) يوشحها بأدوات الفن، وهذا من نحو سماعه لرجل يذم الدنيا، فعقب (عليه السلام) قائلاً: «ايها الذام للدنيا، المغتر بغرورها، المخدوع بأباطيلها، اتغتر بالدنيا ثم تذمها. أنت المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليك؟ متى استهوتك: ام متى غرتك؟ أبمصارع آبائك من البلى؟... ان الدنيا دار صدق لمن صدقها ودار عافية لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزود منها، ودار موعظة لمن اتعظ بها، مسجد أحباء الله ومصلى ملائكة الله...» (۱۱) فالانطباع هنا يكاد يماثل الانطباع الذي لحظناه في تعليقه (عليه السلام) بعد قراءة «ألهاكم التكاثر» بيد انه فصل الكلام ونوعه في (المقال)، وحصره في موضوع، وتناوله خاطفاً في (الخاطرة): مع توشيحها بنفس أدوات الفن: لفظياً وايقاعياً وصورياً.
*******
(۱۱) نفس المصدر: ص ٥۹۰.
*******