وقال بلاك لوكالة “سبوتنيك”،”نحن نتحدث عن الحرب على الإرهاب، ولكننا لا نشنّ الحرب على الإرهاب، بل نشن الحرب مستخدمين الإرهاب كسلاح رئيسي، هذا هو قلقي الرئيسي بخصوص ما يحدث في الشرق الأوسط ”.
وتحدث بلاك عن زيارته إلى سوريا ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد “لقد تم تنظيم اللقاء لمدة 45 دقيقة، ولكنه انتهى بعد ثلاث ساعات، في فترة اللقاء الأخيرة بدا [الرئيس] متفائلاً وفي هذه المرة كان في خطوته شيء قريب من الربيع، كان فرحا ومسروراً جدا. أعتقد أنه مثل جميع السوريين، يدرك أن الغرب تورط في عمل خبيث، وأن الحرب ستنتهي في القريب العاجل، وأعتقد أن كل السوريين مستعدون لهذه النهاية”.
وأضاف بلاك “توجد مسحات خجولة في تعابيره. هو ذكي بشكل لا يصدق ومخلص للغاية لشعبه، هو لا يملك رئاسة إمبريالية مثلنا وكما لدى العديد من الدول الغربية. وعندما يذهب فجأة إلى مراسم دينية، سواء للمسلمين أو للمسيحيين ، يقود بنفسه سيارات الدفع الرباعي الخاصة به من دون أية مرافقة والناس يبدون حباً له على هذا”.
وأشار العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ بولاية فيرجينيا، إلى أنه ”لم تكن هناك أية محاولة [ للانقلاب] ضد الأسد”، مضيفاً ”إذا أراد السوريون رحيله، فإن الجيش سيجتمع في يوم واحد ويقول، سيادة الرئيس حان الوقت لكي ترحل، احزم أمتعتك ، وسنقوم بمرافقتكم، لم تعد الرئيس” وكان سيجيب “أقبل بذلك ، إنها إرادة الشعب“.
وأوضح بلاك أن أحد المواضيع التي ناقشها مع الرئيس السوري هو الهجوم المحتمل على ادلب، والتي تعد النقطة الساخنة المتبقية للمتطرفين في سوريا ”الناس في ادلب تحت سيطرة الجهاديين الأشرار، والذي يترأسهم الجولاني، الجولاني كان أحد الشخصيات الرئيسية في داعش [التنظيم الإرهابي المحظور في روسيا]، وهو الشخصية الأساسية في القاعدة [التنظيم الإرهابي المحظور في روسيا] بسوريا، إذا وقفت الولايات المتحدة الامريكية إلى جانب المتمردين في أدلب فسنقاتل جنبا إلى جنب مع تنظيم القاعدة، وهو نفس التنظيم الذي نفذ الهجوم على برج التجارة العالمي يوم 11 أيلول / سبتمبر”.
واكد العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ بولاية فيرجينيا، أن الرئيس الأسد”يرغب بالحد من سفك الدماء المحتمل في أدلب، قدر الإمكان”.
وأضاف بلاك انه ”يجب تحرير أدلب ليس فقط من اجل مستقبل سوريا، بل ومن اجل مستقبل الحضارة البشرية، إذا سمح ”للجهاديين” بالبقاء على قيد الحياة، وإذا لم يتم نقلهم إلى خارج ادلب فسيتوجهون إلى برلين، والى لندن، والى باريس، والى بروكسل، والى نيويورك، والى واشنطن”. موضحا أن الفشل بهزيمة الإرهابيين بالمنطقة ممكن أن يحول عملياتهم إلى خارج البلاد.
وشدد بلاك على أن “الأسد وجد فكرة استخدام الحكومة للأسلحة الكيميائية “مثيرة للسخرية” خاصة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة بشكل لا لبس فيه مع الأمم المتحدة أنه لا توجد أسلحة سامة متبقية في سوريا”، موضحا أن الرئيس السوري أدرك أن أي إجراء من هذا القبيل من جانب قوات الحكومة السورية، قد يؤدي إلى غزو بقيادة الولايات المتحدة.
وتابع قائلا ” إن كل هجمة من تلك الهجمات المسماة بالغازات السامة قد تم تقصيها من قبل صحفيين استقصائيين يتمتعون بالمصداقية، أناس مثل سيمور هيرش، الذي قام بعمل ممتاز في سوريا وكشف عن حقيقة أن هذه الهجمات كانت مزيفة”.
وأعرب بلاك عن قلقه الشديد من أن يكون هناك هجوم مزيف بالغاز قريبا. وأوضح العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ بولاية فيرجينيا، ”لقد قمت بدراسة الحرب في سوريا لمدة سبع سنوات…ودرست كل هجوم استفزازي بالغاز على حدا، وباستثناء دوما، فإن كل هجوم قام به الإرهابيون، أغلب الأحيان كان بالتعاون مع تركيا أو مع وكالات استخبارات أجنبية أخرى”، مضيفاً أنه في دوما ”الوضع كان غريباً جداً” ولم تتم تغطيته من قبل الإعلام.