تقول سارة روميرو -في تقرير نشرته مجلة "موي إنتريسنتي" الإسبانية- إن أحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية يشير إلى أن متوسط العمر المتوقع قد ارتفع بمعدل خمس سنوات، لكن البيانات تظهر عدم المساواة في الحصول على الخدمات الصحية بين البلدان حول العالم.
كما ارتفع متوسط العمر المتوقع بين سنتي 2000 و2015، محققا أسرع زيادة منذ 1960. والجدير بالذكر أن الإقليم الأفريقي التابع لمنظمة الصحة العالمية شهد أكبر نسبة زيادة في متوسط العمر بفضل الاعتناء بالأطفال ومكافحة الملاريا والوصول إلى علاجات فيروس نقص المناعة البشرية.
وأضافت الكاتبة أن متوسط العمر المتوقع قد ارتفع من 9.4 سنوات إلى ستين سنة في الإقليم الأفريقي. وعلى الرغم من تسجيل مؤشرات إيجابية على المستوى العالمي، فإن التباين بين الدول لا يزال قائما إلى اليوم.
أما فيما يتعلق بالأطفال، فقد أثبت التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية أن متوسط العمر المتوقع لهؤلاء الأطفال يعتمد أساسا على بلد الميلاد. فعلى سبيل المثال، يبلغ متوسط العمر المتوقع للمواليد الجدد في 29 دولة ذات دخل مرتفع 80 عاما أو أكثر، في حين أن متوسط العمر المتوقع للمواليد الجدد في 22 دولة في أفريقيا جنوب الصحراء يقل عن 60 عاما.
وأشارت الكاتبة إلى أن كثيرا من الأشخاص يعتقدون أن متوسط العمر المتوقع يقع تحديده إلى حد كبير بواسطة علم الوراثة. ولكن الجينات تلعب دورا ضئيلا ومتواضعا فيما يتعلق بمسألة زيادة متوسط العمر المتوقع.
في المقابل، تمثل العوامل البيئية مثل مكان الولادة والنظام الغذائي ونمط الحياة العناصر الأساسية في تحديد زيادة متوسط العمر المتوقع.
ونذكر هنا تسع عادات قد أثبت العلم فاعليتها في جعل الإنسان يعيش قرنا كاملا من الزمن:
1- تجنب الإفراط في تناول الطعام
أشارت الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن خفض استهلاك السعرات الحرارية بنسبة تتراوح بين 10% و50% قد يزيد من العمر.
كما توصلت الدراسات التي أُجريت على البشر الذين عُرفوا بطول أعمارهم إلى وجود روابط وثيقة بين تناول أطعمة منخفضة السعرات الحرارية وطول العمر، خاصة أن ذلك يجعلهم أقل عرضة للأمراض. كما أن التحكم بعدد السعرات الحرارية المستهلكة يمكن أن يساعد في تقليل وزن الجسم والدهون بالبطن، ونحن نعلم أن كلا الحالتين مرتبطتان بقصر العمر.
بالمقابل، غالبا ما يكون الحد من السعرات الحرارية المستهلكة على المدى الطويل غير مستدام ويمكن أن يسبب آثارا جانبية سلبية، مثل الجوع وانخفاض درجة حرارة الجسم وانخفاض الرغبة الجنسية. في الواقع، لم يُحدد إلى الآن ما إذا كان التقليل من السعرات الحرارية يسهم في تأخير سن الشيخوخة أم يطيل العمر. وعموما، يساعدنا الحد من السعرات الحرارية في العيش لفترة أطول ويحمينا من الإصابة بالأمراض. ومع ذلك، هناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحوث حول البشر في هذه المسألة.
2- تناول مزيد من الجوز
يعد الجوز من بين المصادر الغذائية المهمة جدا. ويعتبر الجوز غنيا بالبروتين والألياف ومضادات الأكسدة، ومصدرا مهما للعديد من الفيتامينات والمعادن على غرار النحاس والمغنيسيوم والبوتاسيوم والفولات والفيتامينات بي6 وإي. علاوة على ذلك، أثبتت دراسات كثيرة أن الجوز يلعب دورا أساسيا في مقاومة أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والالتهابات والسكري ومتلازمة التمثيل الغذائي ومستويات الدهون في البطن وحتى بعض أشكال السرطان.
وقد خلصت إحدى الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الجوز ما لا يقل عن ثلاث مرات أسبوعيا أقل عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 39%. كما لاحظت دراستان شملتا أكثر من 350 ألف شخص أن الأشخاص الذين يتناولون الجوز معرضون لخطر الوفاة أقل بنسبة من 4% إلى 27%.
3- التقليل من تناول اللحوم
تشير بعض الأبحاث إلى أن زيادة استهلاك اللحوم تزيد من خطر الوفاة المبكرة والإصابة بالأمراض. في المقابل، أكدت دراسات أخرى عدم وجود روابط وثيقة بين الإصابة ببعض أنواع الأمراض وتناول اللحوم. ولعل اللحوم المصنعة هي المتسبب الرئيس والوحيد في هذه الأمراض. ومن الوارد جدا أن تناول كثير من الأطعمة النباتية يفيد الصحة ويطيل عمر الإنسان.
4- الحفاظ على النشاط البدني
يسهم النشاط البدني في الحفاظ على الصحة وإطالة عمر الإنسان. ويمكن أن يساعدنا المشي لمدة 15 دقيقة على الأقل يوميا في تحقيق كثير من الفوائد ومن بينها إضافة ثلاث سنوات أخرى إلى حياتنا، الأمر الذي يجعل خطر الوفاة المبكرة يتراجع بنسبة 4%. كما استخلصت دراسة حديثة أن خطر الوفاة المبكرة انخفض بنسبة 22% لدى الأشخاص الذين يمارسون التمارين، على الرغم من أن مدة التمارين لم تتجاوز 150 دقيقة الموصى بها في الأسبوع.
5- التوقف عن التدخين
يتسبب التدخين بشكل قوي في الإصابة بالأمراض التي تؤدي إلى الموت المبكر. ويفقد المدخنون ما يصل إلى عشر سنوات من أعمارهم ويكونون أكثر عرضة للموت المبكر من أولئك الذين لا يدخنون السجائر مطلقا. وقد يسهم الإقلاع عن التدخين في سن الخامسة والثلاثين في إطالة العمر بمعدل 8.5 سنوات. أما التوقف عن التدخين عند عمر الستين قد يزيد في العمر بمعدل 3.7 سنوات.
6- اجعل سعادتك أولوية
إن الشعور بالسعادة من العوامل التي تساعد في إطالة عمر الإنسان. وفي الواقع، تنخفض حالات الإصابة بالوفاة المبكرة لدى الأشخاص السعداء بنسبة 3.7%، خلال دراسة استمرت خمس سنوات.
7- تجنب الشعور بالتوتر المزمن والقلق
أشارت الكاتبة إلى أن التوتر المزمن والقلق قادران على التأثير في إطالة عمر الإنسان. فعلى سبيل المثال، تُعتبر النساء اللاتي يعانين من الإجهاد أو القلق أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب أو السكتة أو سرطان الرئة. وبالمثل، يصل خطر الوفاة المبكرة إلى ثلاثة أضعاف عند الرجال القلقين أو المجهدين مقارنة بنظرائهم الأكثر استرخاء.
8- ترك التشاؤم
وتشير الدراسات إلى أن الأفراد المتشائمين معرضون لخطر الوفاة المبكرة بنسبة 42%، مقارنة بالأشخاص الأكثر تفاؤلا. لذلك، فالضحك والنظرة الإيجابية للحياة يمكن أن يقللا من الإجهاد وربما يطيلان العمر.
9- اجعل ضميرك دائما حيا
وفقا لبيانات دراسة أُجريت على 1500 رجل وامرأة في سن الشيخوخة، فإن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم منضبطين ومنظمين يعيشون أطول بنسبة 11% من نظرائهم الأقل منهم ضميرا.
فضلا عن ذلك، يعتبر الأشخاص أصحاب الضمير أقل عرضة لانخفاض ضغط الدم والإصابة بمشاكل نفسية أخرى، إلى جانب انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري ومشاكل في القلب أو المفاصل.