وبعد بروز خلافات بين قادة عدد من دول السبع الأيام القليلة الماضية، غرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم نافيا صحة تقارير إعلامية إشارة إلى وجود توتر بين زعماء دول المجموعة المجتمعين في فرنسا، وأضاف في حساب على تويتر "نحن نعقد اجتماعات جيدة جدا، والزعماء على وفاق كبير، وبلدنا على المستوى الاقتصادي يبلي بلاء حسنا".
وأفادت مصادر صحافية أن هناك توجها لعدم إصدار بيان ختامي عن قمة السبع بهدف تجاوز الانقسامات، وكانت الدورة السابقة للقمة في كندا لم تختتم بإصدار بيان بسبب الخلافات بين الزعماء، وقد غادر ترامب تلك القمة قبل انتهاء أعمالها رافضا مسودة البيان المقترحة.
والدول الأعضاء في المجموعة وهي أميركا والصين وفرنسا وبريطانيا وكندا واليابان وإيطاليا، كما يشارك في قمم السبع الاتحاد الأوروبي.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك للصحفيين قبل بدء القمة "قمة السبع ستكون اختبارا صعبا للوحدة والتضامن بين دول العالم الحر وزعمائه.. قد تكون تلك اللحظة الأخيرة لترميم مجتمعنا السياسي". وأضاف أن التوصل إلى أرضية مشتركة بشأن القضايا المطروحة على القمة أصبح هدفا يزداد صعوبة.
وكانت مصادر في الإليزيه تحدثت عن نقاط التقاء أو تقارب في وجهات النظر بين الرئيسين الفرنسي والأميركي بشأن الملف الإيراني والأمازون وملف التجارة العالمية.
ملف آخر يثير الخلافات في قمة السبع بفرنسا هو خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي، إذ تبادل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيس المجلس الأوروبي التصريحات الحادة أمس بشأن من سيتحمل مسؤولية خروج بريطانيا من الاتحاد في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل دون اتفاق.
إذ قال توسك إنه لن يعمل مع لندن على ترتيب خروج دون اتفاق، وصرح للصحفيين "لا يزال لدي أمل بأن رئيس الوزراء جونسون لا يود أن يدخل التاريخ بصفة السيد لا اتفاق".
ورد جونسون عليه بالقول إن توسك هو الذي سيتحمل عبء ذلك الوصف إذا لم تتمكن بريطانيا من إبرام اتفاق جديد للخروج مع الاتحاد. وقال رئيس وزراء بريطانيا للصحفيين المرافقين له على متن رحلته لفرنسا "أقول لأصدقائنا في الاتحاد الأوروبي إنهم إذا كانوا لا يرغبون في خروجنا دون اتفاق، فعلينا التخلص من مسألة الحدود الإيرلندية في الاتفاق".
ومن أكثر الملفات التي تظهر فيها الخلافات بين زعماء قمة السبع الحرب التجارية الجارية حاليا بين واشنطن وبكين، إذ حذرت فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي أميركا من مغبة المضي في هذا النهج المتمثل في حرب فرض الرسوم التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وهما أميركا والصين.
فقد وصل ترامب فرنسا أمس بعد يوم من صدور جولة جديدة من الرسوم الجمركية التي فرضتها الصين على السلع الأميركية ردا على خطوة أميركية مماثلة، بالمقابل قالت واشنطن إنها ستفرض رسوما إضافية على سلع صينية بقيمة 550 مليار دولار.
وسيناقش القادة السبع موضوعا ملحا يتمثل في التغيرات المناخية في وقت تستمر فيها حرائق غابات الأمازون التي توصف برئة الأرض، إذ مارس زعماء أوروبيون في الفترة الأخيرة ضغوطا على الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو بسبب حرائق الأمازون، واتهم الرئيس ماكرون نظيره البرازيلي بالكذب بشأن تعهدات بلاده المتعلقة بالتغير المناخي، واتهمه بعدم التحرك لوقف حرائق أكبر غابة مطيرة في العالم.
غير أن بريطانيا وألمانيا وإسبانيا عارضت دعوة فرنسا لعدم المصادقة على الاتفاق التجاري المبرم بين الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة لأميركا الجنوبية بسبب كارثة حرائق الأمازون.
وتعقد قمة السبع في منتجع بياريتز الفرنسي المطل على المحيط الأطلسي غير بعيد عن الحدود مع إسبانيا، وذلك في ظل إجراءات أمنية مشددة، إذ أغلقت قوات الأمن الشوارع المحيطة بمكان انعقاد القمة للحيلولة دون اقتراب الاحتجاجات المناهضة للعولمة من المكان.
وشهدت مدينة بايون، القريبة من مدينة بياريتز، مظاهرات احتجاجية ضد القمة. وهتف المتظاهرون بشعارات تندد بالعولمة والرأسمالية والسياسات المتسببة بالتغير المناخي، في وقت تدخلت الشرطة لتفريق المتظاهرين مستخدمة خراطيم المياه والغاز المدمع.