والكل يعلم وليس خافيا على أحد أن النظرية الاسلامية في الحكم وبناء الدولة تنصهر فيها جميع القوميات في بودقة واحدة وهي التقوى إنطلاقا من المفهوم القرآني الوارد في الاية الكريمة "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" وبعبارة واضحة ان جميع ابناء المجتمع في الدولة الاسلامية كأسنان المشط، ولا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى وهذا المفهوم مأخوذ من الاحاديث النبوية الشريفة.
ويشهد جميع المنصفين وطلاب الحقيقة ان دستور الجمهورية الاسلامية كفل حقوق جميع المواطنين على إختلاف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم، ولم يكن هذا مجرد نصوص وضعت عند كتابة الدستور بل هي واقع عملي نجد مصاديقه واضحة في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والتربوية، فعندما تقرأ التركيبة السكانية لإيران تجد فيها الكثير من القوميات والاديان والطوائف والجميع محفوظة حقوقهم الانسانسة والسياسية على كل المستويات.
نشوء هكذا نظام في المنطقة أغاض الاستكبار العالمي وعلى رأسه الوﻻيات المتحدة الامريكية التي فحاولوا خلق الفتن في اوساط المجتمع الايراني من خلال الضرب على وتر الطائفية مرة وعلى وتر القومية مرة ثانية وعلى وتر المناطقية ثالثة ووو.... لكن هذه الافكار المسمومة لم تجد لها موطيء قدم إلا لدى بعض ضعفاء النفوس الذين باعو الوطن بمصلحة شخصية رخيصة فقاموا بتشكيل مجموعات ارهابية معروفة بارتباطها المباشر بالكيان الصهيوني ومدعومة من دول في المنطقة مشهورة بعمالتها لأمريكا واعطوها اسماء اكبر من حجمها من امثال الحزب الديمقراطي الكردي (حدك) الذي استغل الظروف السياسية الخاصة في العراق ليبني له مقرا لتدريب المغفلين والمغرر بهم بإشراف المخابرات الصهيونية على العمليات الارهابية، وقد نفذت هذه العناصر الارهابية عمليات لزعزعة الامن والاستقرار وارتكاب اعمال تخريب في محافظات اذربيجان الغربية وكردستان وكرمانشاه، هذه العمليات الإرهابية أستهدفت الأبرياء من أبناء الشعب الايراني وراح ضحيتها مواطنون من ابناء المحافظات شمال غرب البلاد وهي المحافظات والمناطق التي ينتمي اليها هؤلاء الارهابيون، اﻻمر الذي دفع بقوات حرس الثورة اﻻسلامية الى توجيه تحذيرات لهم للكف عن هذه الاعمال والعودة الى حضن الوطن، إلا انهم لم يحملوا ذلك على محمل الجد بل واصلوا اعمالهم اﻻرهابية حتى ضد أقرباءهم.
من هنا وجهت قيادة حرس الثورة الاسلامية الى أبطالها بضرورة الرد المناسب، وبالفعل تم تنفيذ ضربة صاروخية يوم امس السبت لوكر زمرة (حدك) الارهابية داخل اﻻراضي العراقية بسبع صواريخ من نوع "فاتح أرض ـ أرض"، حيث أسفرت الضربة عن قتل العديد من العناصر الارهابية بينهم قياديين أستهترتو بدماء الشعب الايراني حيث كانوا في إجتماع للتخطيط لعمليات إرهابية جديدة.
الضربة التي وجهها حرس الثورة الاسلامية يوم السبت ۸سبتمبر/ايلول الجاري كانت تحمل رسائل متعددة منها ان ابطال الاسلام من ابناء الامام الخميني - رحمة الله عليه - اذا قالو فعلو، وكما يقول المثل "وعد الحر دين"... فهم وعدونا بالأمس وأوفوا بوعدهم اليوم... كما انها تريد ان تقول لأعداء الشعب الايراني أن لا أحد يتجرأ بالعدوان على الجمهورية الاسلامية دون ان يأتيه الرد من حراسها المخلصين... فبارك الله بهم وسدد الله رميتهم.
جابر كرعاوي