وأكد عبد السلام في منشور له على "الفيسبوك" أن الأمم المتحدة فشلت أو أُفشلت في استخراج الترخيص اللازم، مشيرا إلى أن تحالف العدوان ادعى كعادته أننا نفرض شروطا.
ولفت إلى أن التحالف "ذهب في تطرفه إلى حد زعم أن الجرحى هم إيرانيون ولبنانيون في إفلاس سياسي وإسفاف إعلامي طبع التحالفَ من أول يوم في العدوان.
وأشار إلى موافقة الوفد الوطني على طائرة تغادر صنعاء مباشرةً إلى جنيف برفقة مرضى وجرحى قائلا إنه: "في هذه الأثناء أبلغتنا الأمم المتحدة أنها وتماشيا مع المخاوف السعودية ومن معها سوف يتم السماح لطائرة تغادر صنعاء مباشرةً إلى جنيف، فأبدينا موافقتنا على أن نصطحب معنا مرضى وجرحى لتلقي العلاج في أوروبا نظرا لحالتهم الحرجة كون المطار مغلقا كليا منذ أكثر من سنتين.
وشدد على أنه من حق الحالات الحرجة أن تلقى اهتمامنا خصوصا وأننا ذاهبون للحديث عن معاناة شعب ولسنا طلاب امتيازات، مشيرا إلى أن سفر الجرحى والمرضى إلى أوروبا بمعرفة الأمم المتحدة وهيئاتها المعنية يزيل بل ينسف ادعاءات تحالف العدوان عن حاجته لمعرفة هوية الجرحى وهل هم يمنيون أو غير ذلك.
وأكد ناطق باسم أنصار الله أنه لم تقدم للوفد الوطني أي جهة ضمانة بسلامته وعودته من جنيف بما فيهم بعض سفراء الدول الدائمة العضوية، مشددا على أن المجتمع الدولي لا يثق في تحالف العدوان وهو ليس في حرب معه، فكيف لنا أن نثق به ونحن في حرب معه؟!
وقال عبد السلام "من خلال تواصلنا مع بعض سفراء الدول الدائمة العضوية وجوابنا على تساؤلهم لماذا لا نحضر إلى جنيف؟ كنا نقول لهم هل أنتم مستعدون أن تضمنوا سلامة الوفد وعودته؟ وهل أنتم ستقدمون طائرة رسمية من بلدكم كانوا يجيبون بالنفي.
وأضاف أن أحد السفراء "قال هذا صعب وليس سهلا، وآخر أفاد أنه لا يمكن أن يضمنوا أي جهة أخرى لا أمم متحدة ولا غيرها إلا ما كان يتبع طيرانهم هم".
وتابع قائلا "أمام هكذا مجتمع دولي لا يثق في تحالف ليس في حرب معه، فكيف لنا ونحن في حرب أن نقبل على أنفسنا وعلى وفدنا الوطني أن يفرض آلية خروجه ويتحكمَ فيها عدوٌ متغطرس لا يحتكم لأخلاق ولا لقوانين، ولا تثق به أي دولة، وممكن أن يعمل بحق الوفد أي حماقة من إنزال طائرتهم، وتعريضهم للإذلال والمضايقات، والأمم المتحدة لا تملك أن تقول شيئا وإن تكلمت فلن يسمعها أحد".
وأشار ناطق أنصار الله إلى أنه جرت في صنعاء ومسقط جولات نقاش متعددة مع الأمم المتحدة قبل الدعوة إلى مشاورات جنيف الأخيرة تناولت ما له علاقة بأجندة المشاورات / الفريق المفاوض/ المدة الزمنية/ مكان التشاور/ نقل الوفد/ خطوات بناء الثقة الى آخر ما له علاقة بهذا الجانب.
ولفت إلى بعد الانتهاء من ترتيبات تشكيل الوفد من قبل المجلس السياسي الأعلى، وقبل أن توجه الدعوة إليه لحضور المشاورات؛ تم إشعار الأمم المتحدة في لقاء بمسقط بأهمية توفير طائرة عمانية لنقل الوفد تفاديا لعراقيل تحالف العدوان، وأكدنا على الأمم المتحدة أن تضطلع بمسؤوليتها بهذا الشأن ومن وقت مبكر بما يسمح للمشاورات أن تنعقد في موعدها.
وأضاف "تمت الأمور على هذا الأساس وعندما انتهينا من مختلف الترتيبات اللازمة وأبلغنا الأمم المتحدة بجاهزية الوفد وانتظاره للانتقال إلى سلطنة عمان مع عدد من الجرحى بحكم وجود الطائرة ومع استعداد السلطنة كالعادة مشكورة على تقديم العلاج والتسهيلات سواء لديها أو لنقلهم إلى دولة أخرى".
وتابع، "تفاجأنا أن الأمم المتحدة ما زالت تسير بروتين مختلف وأن أمامها عراقيل كبيرة من قبل الطرف الآخر، وأن هناك من يريد أن يضعنا أمام الأمر الواقع".
وقال: "حينها أبلغناهم برفضنا نقل الوفد من صنعاء على طائرة أممية لأسباب عدة أمنية وأخلاقية وإنسانية وشرحنا لهم ذلك في محطات سابقة خلاصتُها تجربةٌ مريرةٌ مع الأمم المتحدة ذاتها بعجزها عن حماية رحلاتها أمام استهتار النظام السعودي باعتراضه مسار طائراتها وإنزالها في مطاراته".
وأشار إلى أن التحالف "ذات مرة عمل على تأخير المبعوث نفسه لساعات عدة في مطار صنعاء"، لافتا "إلى عدم قدرة الأمم المتحدة على تقديم أي ضمانات للذهاب والعودة".
ولفت عبد السلام إلى "تجربة مشاورات جنيف الأولى حين منعت طائرة الوفد الوطني من عبور أجواء السودان، وعقبها لم يعد الوفد إلا بعد تدخل من قبل سلطنة عمان".
وكشف أنه عقب مشاورات الكويت بقي الوفد الوطني في مسقط لأكثر من ثلاثة أشهر ولم يعد إلا بأشبه بصفقة تمثلت بتسليم جواسيس أمريكيين ألقي القبض عليهم من قبل الأمن القومي في صنعاء مقابل عودة الوفد الوطني.
وأكد ناطق أنصار الله أنه وأمام تعاظم معاناة شعبنا فإعادة فتح مطار صنعاء أولويةٌ إنسانية قبل أي اعتبار آخر وسنعمل على مواجهة غطرسة العدوان بكل الوسائل الممكنة.
وأشار إلى أن تقرير الخبراء يقر بعدم قانونية إغلاقه إطلاقا، والأمم المتحدة كما المجتمع الدولي أمام اختبار تاريخي، والشعبُ اليمني لن يبقى مكتوفَ الأيدي، ولن يقبل تحت أي ظرف من الظروف أن يظل قابعا في معتقل كبير ولن يحول دون تصديه للعدوان والحصار أي تحد مهما كان.
وختم ناطق أنصار الله ورئيس الوفد الوطني في مشاورات جنيف بالقول أن "سيطرةُ التحالف الأرعن على المنافذ اليمنية البرية والبحرية والجوية لن تمر بدون ثمن باهظ يدفعه عدو نعلم من توحشه أنه لو كان بإمكانه أن يصادر الهواء لفعل.