البث المباشر

شرح فقرة: يا من له العرش والثرى

الأربعاء 21 أغسطس 2019 - 08:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا من له العرش والثرى " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نواصل حديثنا عن الأدعية المباركة ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ينتهي بهاتين العبارتين: (يا من له العرش والثري، يا من له السماوات العلي). فماذا نستلهم منهما؟
بالنسبة الي عبارة (يا من له العرش والثري) لا تكاد تنفصل عن عبارة (يا من له السماوات العلي). كيف ذلك؟
من الواضح، ان الثري بمعني الارض، وهي تقابل السماوات ولكن الملاحظ ان الدعاء قد ربط الثري بالعرش ثم ذكر السماوات العلي. فما هو السر الكامن وراء ذلك؟ لا نملك اجابة حاسمة حول هذا الموضوع، ولكن من الممكن ان نتذوق بلاغياً امثلة هذه التركيبات اللغوية بخاصة ان السماء والارض والعرش مصطلحات وردت في القرآن الكريم في سياق خلق الله تعالي للكون، او في سياق امتلاكه تعالي لناصيته، والمهم هو: ان السماوات والارض طالما ألح القرآن الكريم بهما، وكذلك (العرش) ولكن اذا كان خلق السماوات والارض يرد موضوعهما في الابداع الكوني، حينئذ نتساءل: عن دلائل (العرش). فماذا يعني؟
النصوص التفسيرية تشير الي ان (العرش) يرمز به الي (الملك)، اي: ان الله تعالي له هيمنته علي الوجود، لذلك ورد في تفسير«الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» بمعني: هيمن علي الوجود، وهو الملك او استقام أمره علي ذلك فمادام (العرش) يعني (الملك) حينئذ فان عبارة الدعاء (يا من له العرش والثري) تعني: ان الله تعالي له الارض ومطلق الوجود. ثم قال المقطع (يا من له السماوات العلي) والمهم ان نبيّن النكات الكامنة وراء الترتيب الذي نسجه الدعاء بالنسبة الي المصطلحات الثلاثة: العرش، الثري،السماوات ونتساءل من جديد: ما هي الاسرار الكامنة وراء ذلك؟
في تصورنا، ان المقطع قد استهدف اولاً ان يتبين ملكية وهيمنة الله تعالي بنحو مطلق، ولذلك ذكر عبارة (يا من له العرش) ثم اتبع ذلك بكلمة الثري، وبعد ذلك ذكر المقابل للثري وهو (السماوات)، وبذلك يكون العرض للثري ثم للسماوات متساوماً او مفسراً لملكية الله تعالي للعرش الذي هو مطلق ملكه تعالي. 
بعد ذلك نواجه مقطعاً جديداً هو: (اللهم أني أسألك بأسمك يا عفو، يا غفور، ...). فماذا نستلهم من ذلك؟ 
لا نحسب أننا بحاجة الي أن نوضح دلالة ما تعنيه عبارة (يا عفو)، ذلك لبساطة الموضوع وهو أنه تعالي يعفو عن ذنوب عباده وقد وردت هذه الكلمة بصيغة (عفو) لتعني: العفو في اوسع مداه وهو ما لا حدود له، مثل سائر صفاته تعالي، ألا أن الملاحظ أن مقطع الدعاء أردف قضية (العفو) بقضية (الغفران) فقال (يا غفور). فما هو الفارق بين العبارتين أي بين (العفو) وبينالغفران؟ 
الجواب: العفو: هو مسح الأثر كاملاً عن الذنب كما تمسح الرياح مثلاً آثار الرمال. وأما الغفران فهو: الستر علي الذنب فيكون الأول أزالته، والأخر: عدم فصحه: كما هو واضح. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة