البث المباشر

شرح فقرة: يا من له الاسماء الحسنى

الأربعاء 21 أغسطس 2019 - 08:37 بتوقيت طهران
شرح فقرة: يا من له الاسماء الحسنى

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: "يا من له الاسماء الحسنى" من دعاء الجوشن الكبير.

 

لا نزال نحدثك عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا من له الأسماء الحسني، يا من له الحكم والقضاء، يا من له الهواء والفضاء، يا من له العرش والثري، يا من له السماوات العلي). 
و نبدأ فنحدثك اولاً عن عبارة (يا من له الأسماء الحسني،...)، فماذا نستلهم من العبارة المذكورة؟
تقول النصوص الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله) والمعصومين (عليهم السلام) ان مصطلح (الأسماء الحسني) ينطوي علي (99) اسماً من اسماء الله تعالي، كل من يدعو بهذه الأسماء فان الله تعالي يستجيب له وفي نصوص اخري فله الجنّة. 
ومن هذه الاسماء: الله، الواحد، الأحد، الصمد، الاول، الآخر، السميع، البصير، القدير، القاهر، العلي، الاعلي، الباقي، البديع،.... 
وقد سبق ان حدثناك عن بعض هذه الاسماء في لقائات. متنوعة بعضها ورد في نفس دعاء الجوشن وبعضها في أدعية اخري، المهم هو: ان يتبين قارئ الادعية اولاً: دلالة الاسماء المتقدمة وثانياً: ان يدعو بها كما وردت النصوص بذلك، مع ملاحظة اسماء اخري تتجاوز المنات ولكن المصطلح (الحسني) ينسحب علي ما ذكرنا بينما الأسماء الاخري، ومنها: ما يتضمنه دعاء الجوشن تظل من الاسماء المتقدمة بمظاهر عظمته تعالي: كما هو واضح. 
بعد ذلك تواجهنا عبارة (يا من له الحكم والقضاء). فماذا نستخلص منها؟
(الحكم) هو الفصل بين شيئين: كما لو حكم شخص بين متنازعيين بالحق لأحدهما مثلاً، واما القضاء فهو: اوسع دلالة بحيث يجسد الحكم الفصل او التام، بالاضافة الي معني اوسع هو اجراء الموضوع حتي خارجاً من النزاع كما لو فصل هذا الأمر او ذلك، مثلاً قوله تعالي «ثُمَّ قَضَى أَجَلاً» او «فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ»، يعني: فصل هذا الموضوع وتم بهذا الشكل او ذلك: وهو الأجل او الموت، وهكذا واذا نقلنا الحقيقة المتقدمة الي عبارة (يا من له الحكم والقضاء) فهذا يعني انه تعالي: هو الحكم بين كل الاختلافات الواردة بين الناس سواهم، كما ورد في النصوص القرآنية الكريمة بانه تعالي يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فيما اختلفوا فيه، واما القضاء فهو: كما اشرنا يتسع الي سائر الظواهر التي يقررها تعالي لعباده او مطلق الامور. 
بعد ذلك نواجه عبارة (يا من له الهواء والفضاء)، تري: ماذا نستخلص من العبارة المتقدمة. 
ان العبارات السابقة لهذه العبارة كانت تتحدث عن مظاهر عظمة الله تعالي في ميدان اسمائه الحسني وفي ميدان الحكم والقضاء ويا ماثلها من الصفات المرتبطة بالعلم ونحوه، اما الآن فنواجه الصفات المرتبطة بقدرته وملكه تعالي مع ملاحظة ان هذه الصفة العلمية لا تفصل عن الصفة الاقتدارية: كما هو واضح، فضلاً عن سائر صفاته والمهم هو: ان الاشارة الي (الهواء) و(الفضاء) تظل من الزاوية النفسية لقارئ الدعاء، متداعية به الي نمط من القدرة الابداعية المتصلة بما هو فوق الارض كالهواء فضائه، وسنري بعد ذلك ان الدعاء ينتقل الي الاشارة بالسماوات ايضاً وهي: المجال الاعلي من الفضاء اي: ان التسلسل منالفضاء الي السماء: يدع قارئ الدعاء متداعياً بذهنه الي الترتيب المعرفي في مواجهته لقدرات الله تعالي المطلقة بلا حدود. انالفضاء او الهواء او كلهما يعني اولها: التذكير بالابداع وثانيهما: التذكير الفضاء، فالهواء هو المادة التي نتنفس من خلالها ما يجعل وجودنا متوقفا عليه. وهو عطاء ضخم، فاذا ربطناه بالفضاء الذي هو: مجال الهواء وسائر عناصر تركيبية، عندئذ: تنتضم معرفتنا بقدراته تعالي وبعطائه ورحمته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة