البث المباشر

شرح فقرة: اللهم اني اسألك باسمك يا كافي

الأحد 18 أغسطس 2019 - 10:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم اني اسألك باسمك يا كافي " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نحن الآن مع مقطع جديد من دعاء الجوشن الكبير، والمقطع هو: (اللهم اني اسألك باسمك يا كافي يا شافي يا وافي يا معافي،...)، ونبدأ لنحدثك عن كل مظهر من المظاهر المتقدمة من عظمة الله تعالى. 
ونستهل ذلك بالحديث عن المظهر الاول، وهو عبارة (يا كافي). فماذا نستخلص منها؟ 
لا ترديد في ان عبارة او صفة (يا كافي)، تعلن عن دلالتها بوضوح، انه تعالى (يكفي) عبده سواء اكانت الكفاية هي عطاءاً جديداً من ايمان او رزق او عافية، او اشباعاً لحاجة على مستوى الكفاف، او دفعاً لبلاء او شدة بحيث يكفي الله تعالى عبده من ذلك. اذن، الكفاية هي مستويات متنوعة من رحمته تعالى، انها اشباع من حاجات الفرد او لما هو كفاف منها، أو دفع لما هو شدة او كرب. 
العبارة الاخرى هي: (يا شافي). فماذا نستلهم منها؟
الجواب: هذه العبارة اشد وضوحاً من سابقتها، انها ترتبط بالمرض وشفاء الله تعالى العبد من المرض المذكور. 
طبيعياً، يظل المرض ـ مثل سائر شدائد الحياة ـ اما زيادة في درجة المؤمن، او عقاباً دنيوياً، وفي الحالتين فان الشفاء منه يظل من توسلات العبد بالله تعالى بان يحققه، وهو تعبير عن الفقرة (يا شافي) ولا يغفل اخيراً مجانستها لما سبقتها، وذلك لان (الكفاية) هي: سد حاجة في احد دلالاتها، والشفاء سد حاجة بدوره كما هو واضح. 
بعد ذلك تواجهنا عبارة (يا وافي). فماذا نستلهم منها؟ 
لعل هذه العبارة على العكس ما لاحظناه من عبارة (يا كافي) او (يا شافي). انها محفوفة بشيء من الضبابية الشفافة. كيف ذلك؟ 
(الوافي) هو: الذي يمنح الآخر حقه تماماً، لذلك فان الصفة المذكورة تعني: ان الله تعالى ينمح عباده ما يستحقونه او يمنحهم مطلقاً: من هو مستحق او غير مستحق: يمنحهم النعم، ويزيدهم من فضله: كما ورد في النصوص الشرعية.
بعدها نواجه عبارة (يا معافي)، وهذه الصفة تتداعى بذهننا الى الصفة التي حدثناك عنها وهي (يا شافي)، لذلك نتساءل: ما هو الفارق بين المشافي وبين المعافي، حيث ان كليهما ينصبان في دلالة مشتركة؟ 
الدلالة المشتركة هي: انقاذ الشخصية من المرض، ولكن الفارق هو: ان ظاهرة الشفاء تختص بالتخلص من المرض، اما ظاهرة (المعافاة) تتجاوز ذلك الى مطلق الانقاذ او التخلص بحيث تنسحب الكلمة على العافية في الجسد، وفي الدين، وفي كل ما هو ايجابي من الظواهر، وقد ورد في النصوص المفسرة لعبارة (المعاناة)، انها تعني: معاناة الله تعالى اياك عن الناس مثلاً، اي يغنيك تعالى عنهم ويصرف اذاهم عنك. 
بعد ذلك تواجهنا عبارات من انماط اخرى من المظاهر المتصلة بعظمة الله تعالى. فقد لاحظنا الى الان تجانس العبارات التي حدثناك عنها، وهي: الكافي والشافي والوافي والمعافي، حيث تتجانس دلالة وايقاعاً: كما هو ملاحظ. 
اما الآن فنواجه عبارات ذات دلالات لها خصوصيتها ايضاً، ولكن مع الفارقية في دلالاتها، وهي (يا هادي، يا داعي...)، وهذا ما نحدثك عنه لاحقاً ان شاء الله تعالى. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة