كيف ومن غرَّته تجلّى
لاهله نور العليِّ الاعلى
ساد الورى بمكَّة المكَّرمة
فحاز بالسُّؤدد كلَّ مكرمة
بل هو فخر البلد الحرام
بل شرف المشاعر العظام
وقبلة الآمال والاماني
بل مستجار كعبة الايمان
وفي حمى سؤدده وهيبته
تمَّ لداع الحقِّ امر دعوته
ما تمَّت الدَّعوة للمختار
لولاه فهو اصل دين الباري
كيف وظلُّ الله في الانام
في ظلِّه دعا الى الاسلام
وانتشر الاسلام في حماه
مكرمةً مانالها سواه
رايته علت بعالي همَّته
كفاه هذا في علوِّ رتبته
مفاخر يعلوبها الفخار
مآثر تحلوبها الآثار
ذاك ابوطالب المنُّعوت
من قصرت عن شأنه النعوت
يجلُّ عن ايِّ مديحٍ قدره
لكنَّه يحيى القلوب ذكره
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.